IMLebanon

لبناني في إيطاليا لـIMLebanon: نعيش دماراً جراء كورونا.. وقلوبنا مع أهلنا (فيديو)

تحقيق ستيفاني جعجع

لم يكن ينقص اللبناني سوى فيروس كورونا. فهو تعايش مع جميع أنواع “الفيروسات” من الحرب والفقر والجوع والبطالة والتهجير الى ان أتى “عدو البشرية” ليقضي عليه بالضربة القاضية، ويُنسيه مآسيه ليبقى همّه الاول والوحيد المحاربة للبقاء على قيد الحياة.

يبقى لبنان بأعداد الوفيات والاصابات التي سجلها حتى الساعة جراء الفيروس، أقل “وحشية” من الدول التي يفتك بها الكورونا فتكاً مرعباً، ويبقى اللبنانيون في الخارج، من أهل وأقرباء وأصدقاء، في صلب وجداننا في ظل هذه “الحرب” الضروس.

فكيف يعيش اللبناني في الخارج وتحديداً في إيطاليا التي تجاوزت الصين في عدد الوفيات؟ ما هي الاجراءات المتخذة هناك والغائبة في لبنان؟ وما نصيحة اللبناني في الخارج لأهل بلده؟

“تورينو التي تضج حياة، حزينة مقفلة خالية بالكامل” يصف الشاب اللبناني- الإيطالي مايكل كاربونارو، الذي غادر لبنان إلى ايطاليا منذ أربع سنوات ليكمل دراسته الجامعية، مدينة تورينو الإيطالية حيث يقبع في شقته في الحجر المنزلي منذ نحو أسبوعين.

“تُخيفنا وتقلقنا أرقام الاصابات والوفيات المرعبة التي تصدر يومياً، ونحن نلتزم بالحجر المنزلي حفاظاً على أرواحنا، ومرتاحون للاجراءات المُشددة التي تفرضها الحكومة في ظل هذه المحنة”.

مايكل كاربونارو
مايكل كاربونارو

نخرج مرة واحدة في الاسبوع من منازلنا

وعن التدابير الصارمة يشرح مايكل: “يحق لنا مغادرة منازلنا مرة واحدة فقط في الاسبوع، الى المتاجر و”السوبرماركت” لشراء الطعام وحاجياتنا الاساسية والى الصيدليات، وذلك ضمن قوانين مُنظمة لجهة الوقت المُحدد لنا للتبضع وعدد الاشخاص داخل المتاجر والصيدليات”.

ويتابع “يطلب الجيش والدرك الايطالي الذين يُسيّرون دوريات مكثفة في المدينة، كما كل المدن الايطالية، ورقة بحال كنت سأبتعد عن منزلي لأكثر من 300 متر، وهذه الورقة يعطيها أصحاب العمل للموظفين المضطرين للحضور الى مكاتبهم أو من المستشفيات للمرضى، فقط بهذه الحالتين يحق للمواطنين التنقل، وبحال غياب هذه الورقة تكون العقوبة السجن لثلاثة أشهر، وفي المدن المتضررة أكثر جراء كورونا، فالسكان لا يحق لهم الخروج من منازلهم حتى في الحالات الضرورية”.

أما المصابون بكورونا فهم ممنوعون من الخروج من منازلهم منعاً باتاً والمساعدات الغذائية والاستشفائية مؤمنة لهم مجاناً، “فالمريض يتصل بالصليب الاحمر والمنظمات الانسانية المعنية فيؤمنون له كل ما يلزم من دواء وطعام، وتغطي الحكومة الايطالية  بدورها التكاليف كافة. وفي مدينة في جنوب ايطاليا، أصيب أحد الاشخاص بكورونا وذهب ليتبضع، واليوم تتمّ محاكمته بجرم القتل عمداً وهي جريمة تصل عقوبتها الى السجن 12 عاماً”.

نعيش دماراً

ويقول مايكل ابن الـ25 عاماً بغصّة يختلجها الشوق: “نعيش دماراً، نحن مكبّلون، قلوبنا مع أهلنا نطمئن عليهم من خلف الشاشات، فمن جهة كل همّنا ان ينتبهوا الى صحتهم ويلتزموا الحجر المنزلي ومن جهة أخرى لا نستطيع ان نفعل شيئاً سوى الانتظار في هذا السجن”.

وتمنّى على اللبنانيين الالتزام بالحجر المنزلي الجدّي لانه الحل الوحيد للحد من انتشار الفيروس، وطلب منهم عدم الاستهتار لان “القصة مش مزحة”، فإيطاليا سجلت منذ اسبوعين نحو 150 إصابة بكورونا أما اليوم فنسبة الحالات تتخطى الـ40 ألف والبلد منكوب.

تورينو الايطالية
تورينو الايطالية
تورينو الايطالية
تورينو الايطالية