IMLebanon

في زمن الكورونا: أهمية المعلومات الدقيقة

كتبت ماريانا معضاد في “الجمهورية”:

لم يغلب انتشار فيروس «كوفيد-19» في العالم، سوى انتشار الأخبار الحقيقية والخاطئة عنه. فنسمع كل يوم شائعات جديدة، وتحاول الجهات المسؤولة مثل الصليب الأحمر اللبناني، وإدارات المستشفيات، والأطباء والمنظمات العالمية المعنية، مثل منظمة الصحة العالمية WHO، نشر الوعي حول المعلومات الدقيقة في ما يتعلق بهذا البفيروس.

سعياً إلى مساعدة قرائها على التمييز بين الأنباء الصحيحة والخاطئة في هذا الزمن الدقيق صحياً، أجرت صحيفة «الجمهورية» مقابلة مع د. سهى كنج، البروفيسورة في الأمراض الجرثومية، ورئيسة قسم الأمراض الجرثومية ورئيسة برنامج مكافحة العدوى في الـAUB.

نسمع منذ أيام عن تحذيرات حول استعمال بعض الأدوية، ولا سيما المضادة للالتهاب، في هذه المرحلة من انتشار «الكورونا». فيتحدث كثيرون عن احتمال ضررها على جسمنا، حيث قد تُضعِف هذه الأدوية مناعة الجسم، أو قد تخفف من فعالية الأدوية عليه في حال الإصابة بفيروس «الكورونا» لاحقاً. قالت د. كنج في هذا الشأن: «بحسب منظمة الصحة العالمية، أظهرت التجارب أنّ تناول بعض الأدوية المضادة للالتهاب قد يؤثر سلباً في قدرة الجسم على التعافي في حال الإصابة لاحقاً بفيروس «كوفيد- 19». لكن لم تُؤكَّد هذه المعلومة علمياً بعد، فتنصح منظمة الصحة العالمية بتفادي تناول هذا النوع من الأدوية إن لم تكن ضرورية».

كما أشارت د. كنج، أنّ «تناول المضادات الحيوية عند ارتفاع الحرارة – كما يفعل كثيرون – غير موصى به أبداً، إذ لا تؤثر المضادات الحيوية على أي فيروس قد يكون قد سبب الارتفاع في الحرارة».

بحسب د. كنج، «كل مؤسسة جامعية لديها بروتوكول خاص لفحص «الكورونا». فتعتمد مستشفى جامعة الـAUB مثلاً بروتوكولاً يتجدّد كل بضعة أيام بحسب المستجدات. وبعد انتشار فيروس «كوفيد- 19» في أكثر من 100 دولة، أصبحنا نسمح بإجراء الفحص، إن كان الشخص المعني سافر منذ فترة وجيزة إلى أي بلد كان. فبتنا نعتبر أنّ أي شخص دخل إلى المطارات قد يكون التقط الفيروس. فضلاً عن ذلك، إذا كان المريض يعاني من التهاب تنفسي حاد، من دون مؤشرات تدلّ الى سبب مختلف عن الإصابة بالفيروس، مثل وجود بكتيريا مثلاً، كما في حال احتكاكه بشخص مصاب بالكورونا، نجري بالطبع الفحص».

وأضافت: «لو بلغ لبنان مرحلة سجّل فيها الكثير من حالات الإصابة من دون سفر ولا احتكاك مع شخص مصاب، نصبح في مرحلة الانتشار داخل المجتمع. عندها، إذا حضر شخص ما يعاني من العوارض، وكانت نتيجة فحص الأنفلونزا سلبية مثلاً، نكتفي بذلك لإجراء فحص الكورونا».

وتابعت: «ثمة مختبرات خاصة تُجري فحوصات الكورونا لأي شخص يطلبه، لجني المال. ولكن تحاول مستشفى الـAUB تنظيم المسألة، لأننا قد نصل إلى مرحلة نعاني فيها من نقص في الفحوصات. إذاً لا نريد استعمال الفحوصات المتوفرة عبثاً».

الحجر والعزل المنزلي

شدّدت د. كنج على مشكلتين نعاني منهما في لبنان في مجال الحجر والعزل المنزلي:

– المشكلة الأولى هي التالية: إذا طلبنا من شخص مصاب بالفيروس، ولا يعاني من مضاعفات خطرة، أن ينفّذ العزل المنزلي وهو يسكن مع 6 أشخاص مثلاً، ويتشاركهم حماماً واحداً، ولا يملك منزلاً في الجبل، يكون العزل المنزلي عبثاً. إذا، أحياناً، الوضع الاقتصادي والمادي لا يسمح بتطبيق اللازم.

في بعض البلدان، استأجرت الدولة فنادقَ لعزل المرضى، وهذا موضوع قيد الدراسة في حكومتنا اليوم.

أما المشكلة الثانية، فهي قلّة المسؤولية. إذ يستخف بعض الأشخاص بالوضع الصحي الخطر اليوم، ويعتبرون الوباء العالمي الحالي مجرد رشح وسيمر، ولا يشكّل أي خطر عليهم. صحيح أنّ فيروس كوفيد -19 ليس خطراً على أكثر من 90 % من الأشخاص، ولكن ماذا عن النسبة القليلة التي ستعاني من أعراض ومضاعفات خطرة على صحتها، وصولاً إلى وفاتها؟».

إذاً، المسؤولية المجتمعية والجماعية هي المنقذ الوحيد للبنان اليوم. فرجاءً، ابقَوا في البيت.