IMLebanon

مهندس يطوّر برنامجاً لتتبّع حالات “كورونا” في النبطية

كتب رمال جوني في صحيفة “نداء الوطن”:

دخل المواطن في سباق مع “كورونا” ومع الجوع، كلاهما يهدد حياته: الأول لا لقاح له والثاني لا آمال في تطويقه قريباً، فيما تستبيح يوميات المواطن جرعات غلاء غير مسبوقة، فكيف يتدبر المواطن أمور حياته؟

يقول المواطن أحمد “اقتربنا من حافة الجوع، وكل المؤشرات تشير الى إنفجار حتمي. ومراقبة الأسعار ومدى ارتفاعها اليومي الذي تتجاوز الـ 150 بالمئة مقابل صفر رواتب يعني أن هناك كارثة على الأبواب ولم يعد هناك طبقة متوسطة بل طبقات فقيرة تعيش كفاف يومها بالدعاء، حتى الطعام بات الحصول عليه صعباً”.

ومحمد أحد الذين خسروا عملهم قبل عام ونصف عام، كان مقاولاً، ومع توقف قروض الاسكان توقف عمله، وخلال الأشهر الماضيه أنفق كل مدخراته، اليوم يواجه مصيره بخوف، يخشى الجوع الحتمي، ويقول: “القلة خطيرة ويفترض مواجهتها بالدعم الكبير”.

محمد أب لأربعة أولاد وبالطبع متطلبات الحياة كثيرة، طعام، دواء، وغيرهما. وفي هذه الظروف بات ينتظر الفرج وربما مساعدة الدولة له، وربما لن تطاله، يخشى كما غيره المحسوبية في التوزيع، وبرأيه “المساعدات يجب أن تطال كل الناس، فالكل تضرر، والكل بلا عمل”.

حال يوسف ليست أفضل، فهو عامل نظافة في إحدى المؤسسات، أجبر قسراً على التوقف عن العمل. منذ ثلاثين عاماً ويعمل باليومية، ويوضح: “كانت الامور ماشي حالها، غير أننا بتنا بخطر، فالمعاش توقف والاوضاع تتدهور”. يعاني يوسف قصوراً في القلب والضغط ويحتاج ادوية بات يعجز عن تأمينها، ويضيف: “لا أدري كيف سنصمد اكثر، والمضحك أن كل شيء حولنا إرتفع سعره، وبتنا أرخص شي”.

جرّدت كورونا الواقع وأظهرت عجز البلديات عن ادارة الأزمة، فبعضها ان لم يكن معظمها ما زال يتخبط بخطته، بالكاد تمكنت البلديات من السيطرة على اقفال المحال او مراقبة الشوارع، وتأخر تشكيل خلايا الازمة والتوعية الميدانية. كان المجتمع الشبابي أكثر جهوزية، أكثر إنتظاما في العمل، سبق البلديات بأشواط، بادر إلى التوعية والتعقيم والمساعدات، وتقديم كل الدعم اللوجستيي للعوائل المحجورة.

وعلى الطرقات تنشط خلايا الازمة التطوعية. شبان من مختلف الاعمار كل يقوم بمهامه الموكلة اليه، توزع الجميع الادوار ضمن خلايا مجتمعية حياتية وصحية ونفسية وتكنولوجية.

هادي بيطار مهندس مساحة وضع خبرته بتصرف بلدية النبطية، التي تعتبر الاكثر تقدما في مواجهة “كورونا”، اتبعت نظام الهرم مع توزيع المهام على الجميع، وتمكنت من وضع دليل متطور لمواجهة الفيروس، ووضعت برنامجاً متطوراً لتتبع حالات الحجر ومراقبة تفشي الفيروس في أي لحظة. عمل هادي مع مجموعة من الشبان المتطوعين على تطوير البرنامج حيث جرى ربطه ببرنامج المساحة او gps لتسهيل عملية تحديد اماكن المحجورين، بالارقام، مع تحليل كل البيانات المتعلقة بالمواطنين، والمشتبه فيهم، وبمن يجلس في الحجر. يؤكد بيطار لـ”نداء الوطن”: “أننا في عصر الخرائط، وهذا يسهل عملية الوصول للمحجور، عبر تحديد مكانه ويسهل على البلدية متابعة حالته وسهولة الوصول اليه”.

اعتمد بيطار مع الشبان عملية الترميز والالوان، اضافة الى تحليل الداتا لاستباق تفشي “كورونا” إن حصل، ويرى بالبرنامج “ضرورة لكل البلديات لانه يسهّل عليها عملية الرقابة والتتبع”.

بدوره أكد عضو المجلس البلدي في النبطية خضر قديح: “اننا عبر هذا البرنامج نتمكن من اصدار نشرة يومية تتعلق بحالات كورونا، مع كل التفاصيل، ونعتمد على المتطوعين في انجاز المعلومات التي يجري ادخالها وربطتها مباشرة عبر سيرفير الى كل لجان أزمة كورونا في النبطية، وهذا يمكننا من التحرك بسرعة ازاء اي حالة طارئة”.