IMLebanon

مي خريش غرّدت واعتذرت.. عونيون سابقون ينتقدون أداءها الإستفزازي

في غمرة الانهماك الرسمي والشعبي بمواجهة “كورونا”، والبحث عن سبل تأمين مقوّمات الصمود في “الحجر المنزلي”، امام اهتراء الوضع المعيشي والأقتصادي والأزمة المالية الحادة، أوصت نائبة رئيس “التيار الوطني الحر” للشؤون السياسية مي خريش، “المحجورين” بتحويل حجرهم “إلى قيمة مضافة لبعضنا”، واقترحت قراءة كتاب: “les derniers jours de Muhammed”، آخر أيام النبي محمد، للكاتبة هالة الوردي، علماً ان هذا المؤلف مُنع في دول عربية وإسلامية عدة لتعرّضه لشخصية النبي.

ما إن قالت مي كلمتها، حتى قامت الدنيا وقعدت، رغم محاولتها استدراك الوضع، بدفع من رئيس “التيار” النائب جبران باسيل، عبر إصدارها بياناً تعتذر فيه وتبرّر تصرفها وتعلن سحب تغريدة اشعلت النار في صفوف أهل السنّة واستفزّت دار الفتوى، واستدعت إخباراً ضدها أمام النيابة العامة التمييزية بجرم إثارة الفتنة والإستهزاء بالمقدسات.

هذا التصرّف لم يُدهش احدى المستقيلات من “التيار الوطني الحر” ، فمي “تسير على خطى معلّمها جبران باسيل الذي وصف الرئيس نبيه بري يوما بـ”البلطجي”، و”يقتلون القتيل ثم يسيرون في جنازته”.

ويقول عونيون سابقون لـ”نداء الوطن”: “بغض النظر عن حرية الفرد بأن يقرأ ما يشاء طالما ان الكتاب موجود ولم يمنعه الأمن العام، انما الغوغائية التي مارستها مي وغيرها من مسؤولي تيار باسيل ستؤدي الى هكذا ردّ فعل، فطرحها قراءة هذا الكتاب تحديداً كان استفزازياً خصوصاً أنها لم تطرح أي كتب أخرى، ولم يأتِ ضمن طروحات أخرى، وبتصرّفها هذا تستفزّ الناس علماً انها نائبة رئيس اكبر كتلة نيابية مسيحية وعليها ان تحترم عقولهم، لكنها وصلت الى مركزها بالصدفة ولم تتسلق سلّم التيار درجة درجة، لكي تدرك قيمه وقيم الآخرين، بل تصرفت وكأن ليس لديها مسؤولية في الحياة السياسية، بدل ان تكون نائبة رئيس يشبك علاقاته مع كل الاحزاب”.

ويرى هؤلاء ان باسيل “كان بغنى عن هذا المشكل فالناس في واد وهو في واد آخر والجوع يطرق الابواب و”هني ما معن خبر” بل ينشغلون بالتعدّي على حريات الآخرين وبتجهيز تركيبات لا تركب على قوس قزح”.

عريمط: أعيدت الأمور إلى نصابها

واكد رئيس المركز الاسلامي للدراسات والإعلام القاضي الشيخ خلدون عريمط لـ”نداء الوطن” ان اتصال خريش بـ”امين الفتوى الشيخ امين الكردي، وتراجعها عما روّجت له، موقف يعيد الامور الى نصابها ويساهم في وضع حد لما أثارته من أجواء غير مناسبة في هذا الظرف الدقيق”. وأضاف: “انا أكتفي بالرد الذي قلته”.

وكان عريمط اعتبر انه “ليس غريبا ان يتعرض الإسلام؛ ونبي الإسلام لمثل هذه الترّهات السخيفه؛ في كتاب أكثر سواداً من كاتبه؛ تروّج له؛ داعية الفتنه؛ مي خريش في وطني لبنان ارض الرسالة والعيش الواحد بين ابنائه؛ فالإسلام دين الحق والعداله؛ ومن الطبيعي ان تكون مي خريش ومن معها وحولها في الخندق الآخر؛ خندق الطائفية المتصهينه؛ والحقد الاعمى؛ والانغلاق الاسود؛ والكراهية النتنة؛ التي تعلمتها بخبث في كهوف التخلف والانعزال؛ وعلمتها لتيارها المعادي للوطنية والعروبة والإسلام؛ والمتناغم مع كل ناعق ومعادٍ لتطلعات وحرية هذا الشرق العربي بمسلميه ومسيحييه؛ والساعية وتيارها اللاوطني باستمرار لاستنهاض ثقافة الحقد والافكار الاقلوية عرقياً ومذهبياً ومناطقياً، خدمة للمشروع الصهيو/‏ اميركي وحلفائه الهادف لتمزيق الوحده الوطنية في كل بلد عربي او إسلامي؛ وما تسويق وتغطية عمالة عامر الفاخوري الا مثال صارخ على الثقافه (الخريشية) المرفوضة من المسلمين والمسيحيين معاً. والسؤال الكبير من المستفيد في هذه الظروف الصعبة من مطالعات مي خريش؛ وأفكارها المسمومة؛ وهل هي تمثل وجهة نظر خاصه بها معادية للمسلمين؟ اما انها تعبر بشكل غير مباشر عن ثقافة ونهج تيارها المنحرف حتى عن سلوكيات مؤسسه الذي بدأ مشواره السياسي بالوحدة الوطنية والسيادة والحرية والاستقلال؟”.

دار الفتوى: التعرض للأنبياء مرفوض

وأبدت دار الفتوى “أسفها وشجبها للدعوة التي وجهتها احدى السيدات التابعة لتيار سياسي في لبنان لقراءة كتاب فيه إساءة لخاتم الأنبياء والمرسلين محمد صلى الله عليه وسلم”، مستغربة هذا “الترويج الناتج عن خلفيات فكرية خطيرة على السلم الأهلي والعيش المشترك”. وطالبت “الجهات المختصة في الدولة بوضع حد لمثل هذه الأمور التي فيها التجديف والمخالفة للأصول التي يرعاها الدستور اللبناني، ولسد باب الذرائع من حصول فتنة بين اللبنانيين”. وأكدت “أن التعرض للأنبياء ورسالاتهم أمر مرفوض ومدان ومعيب في الإسلام، كما يدينه العقل السليم والفطرة الإنسانية السليمة، فالاعتذار واجب وأداً لأي فتنة قد تنتج عن هذا الحدث”.

الطبش: احترمي ديننا

وردّت النائبة رولا الطبش جارودي على دعوة خريش: “لا أحد يختلف على فوائد القراءة، لكن أن يكون الكتاب أداة استفزاز وفتنة، فهذا يعني أن من يقترحه للقراءة مجبول بالتعصب الأعمى المُهدّم، وكيف اذا كان “صيته” بإثارة الفتنة فاقعاً!”. وقالت: “احترمي ديننا ونبيّنا وإيماننا يا “استاذة”، لان ما تقترفينه هو اضطهاد ديني وإثارة للفتنة الطائفية..فاحذري!”.