IMLebanon

دور شركات الأدوية في لبنان وسط أزمة «كوفيد 19»

كتبت ماريانا معضاد في صحيفة “الجمهورية”:

تغطي شركات تصنيع الأدوية المحلية 7 % فقط من إمدادات لبنان بالأدوية، فيما نستورد 93 % منها. في الواقع، تستطيع الشركات المحلية تمثيل 50 إلى 60 من سوق الأدوية في لبنان، ولكنها بحاجة إلى دعم من السلطات المعنية عبر السماح لها بالتصنيع محلياً، وخفض نسبة الاستيراد. فالاستيراد يخرج الأموال من لبنان، فيما الصناعة الوطنية تسمح بتداول الأموال داخل البلد، كما في خفض التكلفة الطبية المستوجبة على وزارة الصحة، فضلاً عن أنها تؤمّن فرص عمل للبنانيين.

رغم ذلك، تقوم شركات الأدوية المحلية اليوم، وسط أزمة انتشار الوباء العالمي فيروس كوفيد-19 في لبنان، بكل ما في استطاعتها لتأمين حاجات القطاع الصحي، رغم العوائق والصعوبات.

في حديث لـ«الجمهورية»، قال السيد نبيل غريب، «تجري الجامعات والشركات الخاصة في لبنان الكثير من الأبحاث، ولكن يستلزم صنع جزيئات جديدة استثمارات هائلة، ما يجعل ذلك من المستحيل تنفيذه في لبنان. فقد يتطلب تطوير منتج جديد حوالى المليون دولار. ولكن لدى الجامعات الخاصة في لبنان القدرة على القيام بأبحاث مهمة. ونحن، كشركة تصنيع أدوية، نتعاون معها لتحقيق بعض الأهداف. ولكن في ما يتعلق بفيروس كوفيد 19، ما من إثبات علمي بعد لأيّ علاج فعّال.

في الواقع، يستوجب تصنيع دواء جديد إثباتات على أنه مُجد، وآمن، ويتحمله الجسم. كما يجب معرفة الجرعة اللازمة، والفئة من المرضى التي يناسبها الدواء. عادةً، تستغرق هذه العملية سنوات عديدة، لأنها تستند إلى دراسات متينة تُجرَى على أعداد كبيرة من المرضى. لقد قام مركز IHU في مرسيليا بدراسةٍ على عدد صغير من المرضى، وأثبتت الدراسة أنّ المزج بين مادة الهيدروكسيكلوروكوين والأزيثرومايسين قد تحدث تأثيرات ممتازة على تخفيض كمية الفيروسات الموجودة في جسم المريض، ما يخفّف من العوارض ويجعلها غير معدية. ولكن هذا البروتوكول بحاجة إلى أن يكون مدعوماً بالمزيد من الأدلة عن طريق دراسات أقوى.

كما ظهرت مبادرات لعدة دراسات حول العالم للبحث في هذا البروتوكول وغيره من البروتوكولات، وهي قيد الإجراء. ولكن بدأ يَمْثُل هذا البروتوكول في كتاب وصفات عدة مؤسسات طبية في الولايات المتحدة وأوروبا وحتى في الشرق الأوسط، ما يعطي أملاً للمرضى، ولكن ما من دليل قاطع بعد على أنه فعّال».

وعن إستعداد لبنان لاستعمال مزيج الهيدروكسيكلوروكوين مع الأزيثرومايسين، قال غريب: «يصدف أنّ شركة Algorithm تصنع مادة من هذا المزيج، وهو الأزيثرومايسين. وقد قامت بتعبئة القدرة على الإنتاج وضمانات الجودة، لتصنيع كميات كافية لتزويد السوق اللبنانية بها في حال تفاقم انتشار فيروس كوفيد 19.

 

وأضاف: «أمّا المنتج الثاني، أي الهيدروكسيكلوروكوين، فقامت شركة أجنبية أخرى بالمثل. إذاً لبنان مؤمّن، في حال اعتماد البروتوكول المذكور في علاج مرضى كوفيد 19».

وتابع غريب: «راقبتُ الفَرق بين نسبة الوفيات لحالات كوفيد 19 في إيطاليا وإسبانيا مقارنةً بدولة مثل ألمانيا مثلاً، علماً أنه يعود لعدد وحدات العناية المركزة المتوفرة، فضلاً عن أجهزة التنفس الصناعي وأجهزة التنبيب، ومعدات الوقاية الشخصية. ويعاني لبنان، للأسف، نقصاً في المعدات الطبية، على رأسها أجهزة التنفس الصناعي. ثمّة مبادرات وطنية لتصنيعها، ولكنها بطيئة جداً، إلّا أنّ هناك مبادرات واعدة».