IMLebanon

السكري والحمل.. بين صحة الأم والجنين!

كتبت ماريانا معضاد في صحيفة “الجمهورية”:

هناك حالات سكري غير نمطية مثل السكري من النوع الأول الذي يصيب الشخص في وقت متقدّم من الحياة، ومثل سكري الحمل. وترفع الإصابة بسكري الحمل خطر إصابة المرأة بالسكري من النوع الثاني لاحقاً في حياتها، فضلاً عن إصابتها بأمراض في القلب والشرايين، كما خطر حدوث مضاعفات على الجنين.
تختلف أنواع السكري، بين السكري من النوع الأول والسكري من النوع الثاني.

السكري من النوع الأول هو مرض مناعة ذاتية أكثر شيوعاً عند الأطفال. وتعتمد حياة المصابين بهذا النوع من السكري على الأنسولين. عامةً تكون هذه الفئة نحيفة، ويظهر المرض خلال الطفولة أو في عمر المراهقة أو في بداية سن الرشد.

 

أما السكري من النوع الثاني، فهو الأكثر شيوعاً، ويصيب في منتصف العمر في غالب الأحيان أشخاصاً يعانون وزناً زائداً، ومن عوامل خطر أخرى، ويُشَخَّص في فحص الدم عادة. ويعالج السكري من النوع الثاني بالأدوية والحمية الغذائية والتمارين الرياضية. ويعاني المصابون به أحياناً مضاعفات في القلب، كما يحتاج معظمهم بعد فترة من الإصابة إلى حقن الأنسولين، بعد أن يفشل البنكرياس في القيام بعمله كما يجب.

أحياناً، هناك حالات سكري غير نمطية مثل السكري من النوع الأول ولكن الذي يأتي في وقت لاحق في الحياة، وكسكري الحمل.

وبحسب د. مادونا عازار، اختصاصية في علم الغدد الصماء، ومساعِدة بروفيسور في الطب السريري في كلية طب جيلبير وروز ماري شاغوري في جامعة الـLAU، ورئيسة برنامج الطب الداخلي في علم الغدد الصماء في الـLAU، والرئيسة السابقة لبرنامج قسم علم الغدد الصماء ورئيسة قسم في جامعة أوكلاهوما، لسكري الحمل نوعين: «حين تكون الأم مصابة بالسكري قبل الحمل، وحين يظهر لديها السكري خلال الحمل. في الحالة الأخيرة، غالباً ما يكون خفيفاً. وتشفى المرأة الحامل التي تصاب بسكري الحمل بعد التوليد. ولكن ترفع الإصابة بالسكري خلال الحبل من خطر إصابة المرأة بالسكري من النوع الثاني لاحقاً في حياتها، فضلاً عن الإصابة بأمراض في القلب والشرايين».

أهمية تخطيط الحمل

في لبنان، معظم حالات النساء الشابّات المصابات بالسكري هي حالات من النوع الأول. لم يعد ينصح الأطباء اليوم بعدم الإنجاب، بل يشددون، وفقاً لـ د. عازار، على «أهمية تخطيط الحمل، وذلك للحدّ من مخاطره. إذاً لا يُنصَح أبداً بالحبل غير المخطط، إذ يجب السيطرة على مستويات السكري في الدم لفترة 6 أشهر على الأقل قبل الحمل (دون 6.5 %)، كما السيطرة على المضاعفات الأخرى، أي التأكد من عدم وجود أي مشكلة في العينين والكلى وغيرها».

وتضيف عازار: «خلال الحمل، من المهم السيطرة جيداً على السكري: في الفصل الأول من الحمل، كي لا يصاب الجنين بتشوّهات خلقية. وفي الفصل الثاني، كما في الفصل الثالث، كي لا ينمو حجم الجنين أكثر من اللازم، ما قد يؤدي إلى مضاعفات خلال التوليد».

إذاً تقول د. مادونا: «عند رغبة مريضة سكري في الحبل، عليها أولاً استعمال وسائل منع الحمل إلى حين السيطرة على مستويات السكري في دمها لفترة 6 أشهر. وتكون الأرقام الهدف لمستوى السكري أدنى من الأرقام الهدف لدى مرضى السكري الآخرين، لأنّ السكري يمر بدم الجنين بالطبع. في الواقع، يجب فحص مستوى السكري في الدم أثناء الحمل من 8 إلى 10 مرات يومياً».

تسمّم الحمل

أفادت د. مادونا أنّ «النساء الحوامل المصابات بالسكري معرضات أكثر لخطر تسمّم الحمل، أي ارتفاع ضغط الدم الشرياني. والعلاج النهائي الوحيد هو التوليد. لذا، إذا حدث تسمّم الحمل في الأسبوع الـ22 أو الـ23، يحاول الأطباء كسب الوقت عبر علاج المضاعفات والعوارض لعدم تعريض حياة الجنين للخطر. وتشمل عوارض تسمّم الحمل ارتفاع ضغط الدم وتورّم الرجلين، فضلاً عن احتمال ظهور البروتين في البول، وتغيّرات في فحوصات الدم، ومشاكل في الكبد، وغيرها».

«علاوةً على ذلك، إنّ الطفل معرض بعد الولادة لخطر الإصابة بنقص السكر في الدم، لذا يبقى تحت الرقابة ليومين في المستشفى. ويحدث ذلك جرّاء ارتفاع السكري في دم الأم أثناء الحمل، ما يؤدي إلى ارتفاعه في دم الجنين، فيصنع جسمه الأنسولين. وبعد الولادة وقطع الحبل السري، ينقطع السكر عن جسم الطفل، فيما يستمر الأنسولين في أداء عمله. لذا، يلجأ الطبيب إلى إعطاء الطفل السكر إلى أن يَخلو جسمه من الأنسولين».

إذاً، يشكل سكر الحمل خطراً أكبر على الأم والطفل، ولكن يمكن تحقيق حبل وولادة طبيعية عن طريق الوقاية.