IMLebanon

حكومة الحزب الضعيف… (بقلم رولا حداد)

يقاتل “حزب الله علناً من أجل محاولة إعطاء جرعات من الدعم المعنوي والسياسي لحكومة الرئيس حسان دياب. يلجأ إلى كل أسلحته الثقيلة، من إطلالات أمينه العام السيد حسن نصرالله إلى بيانات كتلة “الوفاء للمقاومة” من أجل مدّ هذه الحكومة بالأوكسيجين اللازم للبقاء على قيد الحياة، بعدما وصل التشلّع الداخلي حد تلويح عدد من أطرافها بالاستقالة!

يوم قرّر “حزب الله” تسمية حسان دياب لرئاسة الحكومة ضارباً عرض الحائط بالمطالب الشعبية بحكومة من التكنوقراط المستقلين، ظنّ أن المعادلات الإقليمية والدولية تغيّرت بما يسمح له بتشكيل الحكومة التي يريدها لإحكام سيطرته على المؤسسات الدستورية في لبنان بالكامل بعد وصول حليف له إلى رئاسة الجمهورية وسيطرته على الأكثرية النيابية في الانتخابات الأخيرة.

نجح الحزب بتسمية دياب وتأمين ثقة هزيلة له، لكنه فشل في جعل حكومته تواجه أياً من الاستحقاقات التي تواجهها. ويقيناً لولا فيروس كورونا لكان ما ينتظرها أسوأ مما واجتهه الحكومة السابقة، لأن كورونا ألزم الجميع بالبقاء في المنازل كما أجبرها التعاطي مع الحكومة على أنها أمر واقع لا بدّ منه لعبور مرحلة الوباء.

لكن بالتوازي فشلت حكومة “حزب الله” برئاسة دياب في كل مواجهاتها الخارجية والداخلية.

فشلت في مواجهة تحديات التعامل مع الملفات ذات الحساسية بالنسبة إلى الخارج، وتحديداً الولايات المتحدة. فاضطرت إلى الرضوخ وإخلاء سبيل عامر الفاخوري، كما اضطر الحزب إلى التراجع عن كل تحفظاته على التعاون مع صندوق النقد الدولي، وفشلت حكومة الحزب في تمرير التعيينات المالية بعكس ما تشتهيه واشنطن خوفاً من الأعظم فتم سحب بند التعيينات في اللحظات الأخيرة!

هكذا ظهرت حكومة حسان دياب على أنها حكومة الحزب الضعيف. الحزب الضعيف داخلياً إلى درجة عدم القدرة على ضبط حلفائه أبناء الخط الواحد داخل الحكومة، والذين تباروا ويتبارون ظاهرياً على تناتش حصص في وطن منهار، ويتبارون باطنياً في نهشيم جسد الحكومة لاقتناعهم بأن المعادلات التي أتت بها سقطت، وأن ما يبقيها مرحلياً هو عدم القدرة على تشكيل حكومة جديدة إلى ما بعد الانتخابات الأميركية.

هكذا بات “حزب الله” الضعيف غير قادر على لجم حلفائه والتوفيق في ما بينهم من جهة، وغير قادر في حكومة يمسك بزمامها على مواجهة أبسط مطالب إدارة الرئيس دونالد ترامب.

في الوقت الذي أصبحت إيران ضعيفة إلى درجة استجداء حفنة مليارات من الدولارات من صندوق النقد الدولي، وأصبح الأمين العام لـ”حزب الله” في لبنان يقول إنه سمع بقرار المحكمة العسكرية بخصوص عامر الفاخوري من الإعلام، يكفي أن تبلغ السفيرة الأميركية الجديدة رسالتها الحازمة حتى يتم سحب بند التعيينات المالية. إنها قمة الإذلال لحكومة الحزب الضعيف…