IMLebanon

هـل أتت قافلة المخدرات الضخمة من البقاع؟

في نهاية الاسبوع المنصرم أعلنت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي عن إحباط أكبر عملية تهريب مخدرات في تاريخ لبنان، بعد ضبط 25 طناً من حشيشة الكيف بينما كانت في طريقها إلى مرفأ بيروت.

واشارت المديرية في بيان الجمعة الفائت الى ان المخدرات المصادرة كانت ستُهرّب إلى دول أفريقية، موضحة أن شحنة المخدرات جرى ضبطها في قافلة من ثماني شاحنات كانت في طريقها إلى مرفأ بيروت، وكانت على متنها حاويات داخلها آلاف أكياس النايلون تحتوي على أتربة زراعية.

حتى نهاية هذه السطور، يُعتبر الخبر الامني الذي خرق مشهدية كورونا إنجازاً يُسجّل لقوى الامن الداخلي وتحديداً مكتب مكافحة المخدرات، وهو يأتي عشية نفض الغبار عن مشروع قانون العفو العام الذي قد يشمل بعض الاسماء الرائدة في تجارة المخدرات وظهر بعضها عبر الشاشات اخيراً، الا ان هذا الإنجاز يبقى ناقصاً ما لم يكتمل بإلقاء القبض على التجّار الذين كانوا وراء العملية وسوقهم الى العدالة كي يكونوا عبرة لغيرهم والا تبقى جرائمهم من دون معاقبة.

وفي الاطار، اكدت مصادر امنية لـ”المركزية” “ان التحقيقات مع سائقي الشاحنات الثماني واخرين مستمرة من اجل الوصول الى الرؤوس المدبّرة للعملية من الفها الى يائها، على ان نكشف عن تفاصيلها بعد تكوين ملف القضية بشكل كامل”.

ومع ان خبر الانجاز الامني لم يأتِ على ذكر هوية الموقوفين وجنسياتهم، الا ان اوساطاً مطّلعة على ملفات امنية مرتبطة بشبكات تجارة المخدرات لم تستبعد عبر “المركزية” ان يكون مصدرها من البقاع وهي تمت تحت إشراف كبار التجار ممن صدرت في حقهم عشرات مذكرات التوقيف الغيابية”.

وبالعودة الى المصادر الامنية، فأكدت “ان من يقفون وراء قافلة المخدرات ظنوّا ان الدولة بأجهزتها الامنية والعسكرية ملتهية بمكافحة وباء كورونا وان باستطاعتهم تمرير شحنة المخدرات عبر المرفأ، لكن فاتهم اننا متربّصون لهم ونراقب تحرّكاتهم”.

ولعل “الوقاحة” في هؤلاء التجار المسؤولين عن شحنة المخدرات كما تقول المصادر الامنية انهم ارادوا تمرير القافلة المؤلّفة من ثماني شاحنات على “عينك يا دولة” وفي لحظة انشغالها في مواجهة كورونا، لكننا كنّا نعلم بمخططهم منذ اسابيع وتابعنا العملية الى ان وصلت الشاحنات الى المرفأ ووقعت في شباكنا”.

وتحدّثت المصادر عن “ضخامة” العملية التي تُعدّ الاكبر في البلد وتقاطعت فيها الاتصالات من قبل التجار بين لبنان ودول خارجية، واوضحت “اننا استمررنا ساعات لتفريغ محتويات الشاحنات، والمخدرات كانت موّضبة بطريقة محترفة ما يدل الى “خبرة” المسؤولين عنها”.

وجزمت “بان مكتب مكافحة المخدرات في قوى الامن سيواصل عمله في ملاحقة تجار المخدرات وتفكيك شبكاتهم لما لاعمالهم من تأثير على المجتمع”، واعلنت “ان الامن اولويتنا والتعاون مع اجهزة الامن الخارجية ضرورة بين الدول للحفاظ على الاستقرار العالمي”.

وفي حين توحدت معظم دول العالم لمواجهة فيروس كورونا المستجدّ وجنّدت طاقاتها البشرية والاقتصادية لمنع تفشّيه، شددت المصادر الامنية على “اهمية التعاون في مجال مكافحة المخدرات، لانها وباء خطير ودائم يفتك بجميع الدول دون استثناء”.