IMLebanon

بعد كورونا… هل يشرّع “التعليم عن بعد” في “اللبنانية”؟

فرضت أزمة كورونا على الجسم التعليمي اعتماد طريقة الاونلاين او التعليم عن بعد المعتمدة في معظم الدول المتقدمة. هذه التجربة قد يصار الى تعميمها وتشريعها بعد انتهاء الازمة، بعد ان تبين انها حاجة ضرورية لمواكبة التطور ومفيدة في الازمات، خاصة في الجامعة اللبنانية، ما يؤكد الحاجة الى ضرورة إعادة النظر في قوانين الجامعة بشكل خاص والتعليم العالي بشكل عام، بعد الانتهاء من أزمة “كورونا”.

رئيس الهيئة التنفيذية لرابطة الاساتذة المتفرغين في الجامعة اللبنانية يوسف ضاهر قال لـ”المركزية”: “كرابطة اساتذة، تحدثنا مع رئيس الجامعة، وتوافقنا على ضرورة إجراء ورشة تشريع واسعة وتعديل للقوانين من أجل مواكبة التعليم عن بعد”، لافتاً إلى “أن حتى في الايام العادية هناك مواد كثيرة يمكن تدريسها عن بعد، وهي معتمدة في دول عدة، ولكنها تحتاج الى ظروف ملائمة، من ناحية القوانين التي يجب ان تطال ما سيكون عليه المستوى وأن توفر للطلاب كل الظروف المناسبة وكيف ستجرى الامتحانات. لكن في المقابل هناك امور لا يمكن القيام بها “اونلاين” كالاعمال التطبيقية في الهندسة والطب والتي تحتاج تواجدا في المختبرات”.

أضاف: “يجب تطوير القوانين ايضا في موضوع المحاسبة والتحذير والتأنيب في حال ارتكاب اي طالب جرم معين كالقدح والذم او توجيه الفاظ نابية بحق استاذ او اي فرد من افراد الجسم التعليمي في الجامعة، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وما هي الخطوات الممكن اتخاذها، وما هي شرعية الاجتماع اونلاين لمجلس الجامعة، في حال اضطر المجلس للاجتماع بسرعة. نحن مع استخدام التكنولوجيا لتسريع الامور، فقد يكون هناك اشخاص ليس بإمكانهم الحضور بسرعة خلال خمس دقائق لاتخاذ موقف معين، كالذين يعيشون في مناطق بعيدة عن المدينة كعكار او الجنوب… لذلك، الvisio conference والاجتماعات اونلاين وحتى التعليم اونلاين والاقتصاد الرقمي اونلاين مسألة مهمة جداً، والدول التي تخلفت في الفترة الاخيرة في الاقتصاد والنمو، لم تعرف كيفية استخدام التكنولوجيا. في لبنان حصل تخلف ايضا، إنما الشعب  اللبناني الحي يعيش من دون حكومة ويدخل مباشرة في التكنولوجيا. وما يحصل حالياً في المدارس والجامعات خير دليل، والامور تسير من دون قوانين وتشريعات، لكن ذلك دونه محاذير اذ يقع الكثيرون ضحية، خاصة اصحاب الدخل المحدود والطلاب الفقراء في الخاص او العام”.

وشدد ضاهر على وجوب حصول ورشة ليس فقط في الجامعة اللبنانية انما على صعيد مجلس التعليم العالي ووزارة التربية والجامعات ككل وحصول قوننة لهذا الموضوع وان تكون هناك لامركزية وتقييم للمستوى. هذه المسألة ضرورية للغاية. لكن في المقابل، لا نريد ان تكون هذه القوانين، بحجة التعليم اونلاين، على حساب الاساتذة، او ان تؤدي إلى الاستغناء عنهم، او نظلم من خلالها الطلاب او ان تتحول الجامعة الى جامعة افتراضية لأن الشرح المباشر والاسئلة والتفاعل بين الاساتذة والطلاب لها تأثيرها الكبير في الفهم والتلقي والتعمق، غير الاونلاين”.

وتحدث عن تجربته في التعليم اونلاين، فقال: اسأل نفسي: خلف الشاشة، ما الذي يفهمه الطلاب من الشرح؟ لذلك بعد انتهاء الدرس، افتح معهم ساعة أخرى، خارج البرنامج، كي أفسح في المجال أمام الطلاب لطرح اسئلتهم واتواصل معهم كي اعرف مدى استيعابهم، وما الذي ينقصهم ومن لم يحضر ومن يريد تسجيلا عن الحصة ومن يريد ان اعيد الشرح مجددا. هذه الامور عندما نكون في الصف تتم بطريقة افضل وفيها حرارة انسانية اكثر وتفاعل اكثر. لذلك تحتاج الى التعمق، الى جانب التعلم نسبة للجانب الفلسفي الكامن فيها ايضا”.