IMLebanon

الغلاء يحرّك الشارع.. والأزمة تهدد بانفجار اجتماعي!

غداة التصعيد غير المسبوق في الخطاب السياسي اللبناني بين مكونات العهد والحكومة من جهة، والمعارضة من جهة ثانية، هدأت النبرة نسبيا خلال اليومين الماضيين، متأثرة على الأرجح بدخول البلاد عطلة عيد الفصح لدى الطوائف المسيحية التي تتبع التقويم الشرقي. إلا أن هذه الاستكانة تبدو لالتقاط الأنفاس عشية مرحلة جديدة تتجه نحوها البلاد، مع عودة تحركات المتظاهرين «الجياع» إلى الشارع في بعلبك وطرابلس وصيدا منذ الجمعة اعتراضا على الغلاء المعيشي الجنوني.

وبينما أعلنت وزارة الصحة اللبنانية الأحد تسجيل حالة إصابة واحدة بكورونا في حصيلة تبدو غير واقعية، نظرا لقلة الفحوصات وضعف الإجراءات الحكومية، قال المتظاهرون إن تحركهم مستمر ولن يقبلوا أن يموتوا محجورين بالذل والفقر، في وقت كشف المزارعون عن امتعاضهم ورفضهم لكل إجراءات الحكومة المالية.

واستغرب رئيس تجمع مزارعي وفلاحي البقاع إبراهيم الترشيشي «الصمت الرسمي حول الارتفاع المستمر في سعر صرف الدولار الاميركي الذي يزيد يومياً ما مقداره 3 في المئة دون حسيب أو رقيب، في ظل لامبالاة رسمية واضحة، في هذه الأزمة التي تهدد بالتسبب في انفجار اجتماعي لن يرحم احدا في لبنان».

وأمس الأول نفّذ عدد من المحتجين اعتصاماً، بالرغم من إجراءات التعبئة العامة التي اتخذتها الحكومة، منعاً لانتشار وباء «كورونا»، في ساحة عبدالحميد كرامي «ساحة النور» في مدينة طرابلس، رفضا لارتفاع سعر صرف الدولار وتردي الأوضاع المعيشية وغلاء السلع الغذائية.

وردد المحتجون هتافات تطالب باسترداد الأموال المنهوبة، ووضع حد لانهيار الليرة ومحاسبة التجار الجشعين، وتأمين الحد الأدنى من العيش بكرامة للمواطنين.

وفي مدينة صيدا جنوب لبنان نفذ عدد من المواطنين اعتصاما للاحتجاج على الغلاء وارتفاع سعر الدولار، ثم انطلقوا بمسيرة جابت شوارع المدينة، مرددين هتافات تندد بارتفاع أسعار المواد الغذائية.

وفي مدينة بعلبك شرق لبنان، نفذ ناشطون من الحراك الشعبي اعتصاما أمام مبنى محافظة بعلبك الهرمل، احتجاجا على غلاء الأسعار وارتفاع سعر صرف الدولار.

يذكر أن سعر صرف الدولار مقابل الليرة اللبنانية تخطى عند الصرافين 3000 ليرة، بينما السعر الرسمي لصرف الدولار يبلغ 1515 ليرة.

وتأتي التحركات الشعبية مع بروز رائحة جبهةِ معارَضة حقيقية بدأت تتبلور في وجه الحكومة وسياساتها تضم الحزب «التقدمي الاشتراكي» و»القوات اللبنانية»، اللذين اجتمعا في معراب قبل يومين، وتيار «المستقبل» الذي عاد رئيسه سعد الحريري الى بيروت امس الاول.

ويبدو ان التباينات داخل البيت الوزاري الداخلي الواحد آخذة في التوسع، حتى باتت الحكومة حكومات، بحيث انقسمت بين فريق يقوده رئيس مجلس النواب نبيه بري وآخر يقوده رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل.

وقالت مصادر سياسية متابعة، الأحد، إن «حزب الله بات هو الآخر، غير راض عن أداء رئيس الحكومة حسان دياب»، مشيرة الى انه «يريد من هذا الموقف حثّ رئيس الحكومة على العمل بوتيرة أفعل، لأنه بات يشعر بأن الوضع المعيشي بلغ دركا غير مسبوق يستحيل على الضاحية ضبط تداعياته شعبيا».