IMLebanon

هل يعالج دياب الأزمة القاتلة بذهنية الانتقام والفئوية ؟

لن يكون ما بعد خطاب رئيس الحكومة حسان دياب الجمعة، كما قبله. رسميا، وفي شكل واضح وبلا قفازات، أعلن العهد والحكومة وعرابهما – اي حزب الله – قرارهم الغاء كل معالم الحقبة السياسية والمالية السابقة.

التغيير والتعديل طبعا مطلوبان وملحّان، وهذا الامر ليس مدار نقاش او جدال، وفق ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”. الا ان ما جرى رفعُ النقاب عنه في اعقاب جلسة مجلس الوزراء امس، ليس تغييرا في سبيل الاصلاح ومعالجة مكامن الخلل التي اودت بالبلاد واقتصادها الى المصير الاسوأ الذي تتخبط فيه اليوم. بل إن ما يتوجّه نحوه الثلاثي حزب الله – حركة امل – التيار الوطني الحر، عبر حكومتهم التي يرأسها دياب، أًصغر الحجار على طاولة الشطرنج الكبيرة، دائما وفق المصادر، هو هدم أسس الهيكل اللبناني الاقتصادي والمالي والسياسي، بذهنية ليست فقط “فئوية” على قاعدة ان “هناك فسادا بزيت وفسادا بسمنة”، بل ايضا “انتقامية”، بحيث يذهب مخطط فريق “الممانعة” نحو تسديد الضربات لكل مركز يرى انه ليس طيعاً في يده كفاية، ولا ينفّذ أجندته كما يريد.

من هنا، تتابع المصادر، صوّب دياب سهامه حصرا نحو مصرف لبنان وسياساته وحمّله مسؤولية هدر اموال الناس واضاعتها وارتفاع سعر صرف الليرة مقابل الدولار. واذا كانت العبارات التي استخدمها ساكن السراي تدل في حد ذاتها الى رغبة بالانتقام من ناحية حديثه عن “تحريض متعمّد” من المركزي على التلاعب بالدولار، فإن إغفاله ذكر المليارات التي هدرت في قطاع الكهرباء ودعمه، وتلك التي فوتّها على لبنان سلوك حزب الله السياسي والعسكري، وتعكيرعلاقات لبنان بمحيطه العربي والخليجي والدولي، يدل الى ان الرجل ينظر بعين واحدة الى الفساد ويعتبر ان ثمة ثقبا اسود واحدا في المشهد المالي اللبناني.

والحقيقة، هي ان دياب لم يكن في صدد تعداد اسباب الازمة تمهيدا للانكباب على معالجتها، بل جلّ هدفه تصفية حسابات سياسية لا اكثر. فلو كان يتطلع وحكومته الى الاصلاح فعلا ، لقارب الملفات بموضوعية وتقنية وعلمية. لكنه أدار الظهر الى الكهرباء والى تسيّب الحدود والى التهريب عبر المعابر الشرعية وغير الشرعية، والى تداعيات مواقف حزب الله الكارثية على واقع لبنان المالي والسياحي، لأن في هذه القضايا ادانة للفريق الذي أدخله جنّة السراي!

فهل بهذه العقلية، المعطوفة الى تخبّط واضح في رسم الخطة الانقاذية الموعودة منذ أشهر، والى الاصرار على رمي مسؤولية الفساد على السنوات والسياسات الماضية… سيتمكّن دياب من انتشال لبنان واللبنانيين من النفق المظلم العالقين فيه منذ أشهر؟  الجواب هو “قطعا لا”.. من يعش يرَ، تختم المصادر.