IMLebanon

لبعا تعيد طلابها وتواجه التحديات: حراثة وري وشتول ودجاج وتعقيم!

تقرير مليسا ج. افرام:

بعد ارتفاع سعر صرف الدولار تدريجيا ليصل للـ4000 ليرة لبنانية وتخطي ارتفاع أسعار المواد الغذائية الـ 65 بالمئة، بات على اللبنانيين تغيير نمط حياتهم وعاداتهم اليومية للبقاء على قيد الحياة.

وبعدما تعذر على وزارة الاقتصاد وحماية المستهلك ضبط أسعار السلع المستوردة والمحلية، خصوصا المواد الغذائية الأساسية، واعلان الوزير راوول نعمة ألا قدرة للوزارة على منع الاحتكار طالبا مقاطعة  السلع المرتفعة السعر، أصبح على اللبناني ليس فقط القيام بواجباته كمواطن بل كمسؤول أيضا، من خلال مراقبة الاسعار في عدد من المحلات قبل شراء اي سلعة بالاضافة الى الضغط على التجار بمقاطعة بعض المنتوجات لخفض سعرها من جديد.

ولأن اقتصادنا قائم على الاستهلاك وليس على الانتاج، بات اللبناني يقف عاجزا أمام الازمة الاقتصادية والمعيشية، منتظرا مساعدات عينية من الاحزاب ومن دولته العاجزة.

الا ان بلدية لبعا الجزينية برئيسها نائب رئيس اتحاد بلديات جزين فادي رومانوس قررت السير عكس التيار ومواجهة كل التحديات لتحفيز أهلها وأهل عدد كبير من قرى قضاء جزين على التشبث بأرضهم. رفضت أن تعطيهم “السمكة” فقط بل سعت لأن تعلمهم “الصيد” أيضا، وركزت على تأمين كل العناصر المطلوبة ليصمد أبناء المنطقة بأرضهم من خلال تأمين مستلزمات الصمود زراعياً بالدرجة الأولى، لأنه لطالما اشتهر أبناء المنطقة بزراعة أرضهم التي تدرّ عليهم الخيرات.

هكذا بادرت البلدية إلى تقديم حراثة ألف متر مربع مجاناً و150 شتلة من مختلف الأنواع مجانًا مع مساهمة بمبلغ يعادل قيمة اشتراك بمياه الري لمساحة الف متر مربع للسنة الاولى.

ولأن عدداً كبيراً من اللبنانيين لا خبرة لديه بالزراعة، بادرت بلدية لبعا إلى تقديم المساعدة الاستشارية في الشؤون الزراعية كافة من خلال ابن البلدة الدكتور فادي كرم ومجموعة من الأصدقاء.

وليس بعيداً عن الزراعة، ولتأمين مستلزمات الاكتفاء الذاتي غذائيا، وزعت البلدية 3 “دجاجات بياض” لمن يرغب من أهالي البلدة وسكانها بهدف الاعتماد على أنفسهم وتأمين حاجاتهم وهي تحضر مع مختار البلدة وسام واكيم والنادي الثقافي الرياضي برئاسة الأستاذ ايلي موريس سليمان لتوزيع شتول من أنواع عدة وأهمها الأفوكا والسماق والزعتر وغيرها، لدعم الأهالي على المدى البعيد.

ولمواجهة فيروس كورونا ومنع انتشاره، ولأننا نعيش أزمة مالية واقتصادية خانقة، بادرت بلدية لبعا الى توزيع كمامات وكفوف وواقي الوجه Face shield وتعقيم أرجاء البلدة والبلدات المجاورة بصورة منتظمة ومتكررة. كما رفض “الريس” فادي رومانوس ترك طلاب لبعا الذين يتابعون دراستهم في الخارج وعلقوا بسبب الأوضاع المستجدة، فتعهّد تأمين إعادتهم مجاناً على نفقة البلدية إلى وطنهم وبلدتهم ما لاقى ترحيباً عارماً من أهالي الطلاب وعموم أهالي البلدة!

ولم يكتف رئيس البلدية فادي رومانوس بكل ما سبق، بل وانطلاقاً من إيمانه المسيحي العميق نشر عدداً كبيراً من تماثيل القديسين في كل أرجاء لبعا وشوارعها تأكيداً على الالتزام بالإيمان والكنيسة، ما أثار أجواءً من الارتياح في صفوف أهل لبعا والساكنين فيها في ظل كل الأجواء غير المريحة والضغوط النفسية التي يعيشها اللبنانيون.

هكذا، وبهمة بلديتها ورئيسها، تبدو لبعا بلدة تعيش خارج السياق اللبناني المعروف، فلا حدود لما تحققه البلدية بهمة “الريّس” فادي رومانوس من إنجازات غاب نظيرها عن قرى أكبر بكثير في قضاء جزين، وعن أكثرية القرى والبلدات اللبنانية، فلا أزمة مالية ولا انتظار لمخصصات ولا شي يوقف البلدية عن تقدماتها وعن تحقيق الإنجازات لجميع أبنائها.