IMLebanon

خلافًا لاعتقاد البعض… لا مصلحة لـ”الحزب” بالدفع نحو الفوضى

في حمأة الغليان السياسي والاجتماعي المُنذر بانفجار واسع يؤمل ألا يستدرج 13 نيسان جديدا، في ظل توافر كل عناصره وأكثر، وبعيد استشهاد شاب في مواجهات طرابلس امس، ما يُنذر بالتهاب الشارع، سرت معلومات عبر وسائل التواصل الاجتماعي عن مخطط عسكري مضاد يعد له حزب الله الذي اعلن التعبئة العامة داخل كوادره في مختلف المناطق لاسيما في جبيل والبقاع وطرابلس وقرى الجبل وساحله، وان الحزب الاشتراكي الذي يتوجس مخططا كهذا، يعدّ عدة المواجهة اذا ما وقعت مع الاحزاب الموالية لحزب الله في مناطقه.

هذه المعلومات التي تبقى في دائرة حرب الشائعات والتكهنات التي غالبا ما تستبق الانفجار، وتعد له، لا تضعها مصادر سياسية متابعة في خانة الدقيقة، ولو انها لا تستبعد ان يكون الحزب مستعدا لأوضاع من هذا النوع في اطار الدفاع عن نفسه اذا طرأ طارئ، غير انها تقول لـ”المركزية” ان الحزب يكاد يكون الفريق الاكثر تضررا في هذه المرحلة من الانفجار او الانهيار، او المبادرة الى الحرب بإشعال الشارع. فالمرحلة اليوم مختلفة بالكامل عن حقبة ما قبل 7 ايار، حينما كان الانقسام العمودي سياسيا بامتياز. والحزب يدرك عمق الازمة الاجتماعية التي طالت بيئته اكثر من اي بيئة لبنانية اخرى على الارجح، وأن ثورة 17 تشرين حقيقية فاللبنانيون يعانون الجوع والعوز والمواطن الذي يصرخ في الشارع انا جائع ولا خبز رغيف لأطعم عائلتي، لم تعد تهمه السياسة ولا السياسيين وتصفية حساباتهم. وانطلاقا من يقينه هذا، تنتفي اي مصلحة للضاحية بالدفع نحو المزيد من الانهيار عبر توتير الشارع او رفد الثورة بمندسين من جماعتها لتفجير الشارع عبر مواجهة مع الجيش الذي يعاني عناصره الضائقة المالية على غرار المدنيين الذين يذكرونه بشعارات يرفعونها حول قيمة رواتب العسكريين بالدولار، بوجعهم ومعاناتهم المشتركة.

وفي معرض تعزيز وجهة نظرها هذه، تسأل المصادر اين تكمن مصلحة الحزب في هذا التوقيت بالذات في تسريع وتيرة الانفجار، فهو يمسك بزمام السلطة كاملة من المجلس النيابي الى الحكومة وحتى اعلى الهرم في رئاسة الجمهورية ويتحكم بالقرار الاستراتيجي والمؤسسات الرسمية في الدولة، وهنا تكمن قوته، فإذا عمّت الفوضى، سينكفئ الى داخل بيئته ومناطق نفوذه ويفقد ورقة التحكم بالدولة عبر مؤسساتها. حتى الحديث عن دفعه الى الفوضى لفرض مؤتمر تأسيسي لا يتخذ طابع الجدية، فتغيير النظام لا يمكن ان يفرضه فريق بقوة السلاح ومؤتمر الطائف خير دليل.

وترى المصادر ان الحزب وبعدما دفع برئيس الحكومة حسان دياب الى القنص على سلامة وتلمس ردات الفعل، عاد خطوة الى الوراء بدليل كلام نائب الامين العام الشيخ نعيم قاسم اليوم عن ان سلامة مسؤول ولكنه ليس الوحيد وأن معالجة هذا الوضع تتم داخل مجلس الوزراء وليس في الاعلام. فالهجمة هذه خلّفت تداعيات كارثية على الحكم والحكومة، اذ ولّدت تحالفات لم تظهر من قبل على غرار التحالف الخماسي: بري- الحريري- جنبلاط- فرنجية -الراعي في الداخل وباريس- الرياض – واشنطن في الخارج بعدما انكفأ لسنوات.

ان حزب الله، وخلافا لما يعتقد البعض، له كل المصلحة راهنا في وأد نار اي محاولة لجر البلاد الى الفوضى والحرب، وبوسطة عين الرمانة قد تظهر في اي لحظة، مع انتقال الثورة السلمية الى عنفية، استنادا الى ما شهده ليل طرابلس الدموي، والانكى ان لا رادع للثورة بعد اليوم مع دخول البلاد في المجهول في ضوء غياب الخطة الاقتصادية الموعودة ورفض التنازل لخيار صندوق النقد الدولي، باب الامل الانقاذي الوحيد المتبقي، تختم المصادر.