IMLebanon

الغارات الاسرائيلية في سوريا برضى روسي: لا مكان لإيران!

باتت الغارات الجوية التي تُنفّذها إسرائيل في سوريا ضد مواقع عسكرية تابعة لإيران واذرعها المنتشرة على جبهات عدة منها حزب الله، مشهداً أساسياً في الحرب السورية منذ أن وطأت إيران الأرض السورية دعماً لحليفها الرئيس بشار الاسد.

أما سيناريو مشهد الغارات الجوّية التي غالباً ما تخرق الاجواء اللبنانية لإصابة الهدف، فهو نفسه ويتوزّع بين طرفين، الاعلام الرسمي والمرصد السوري لحقوق الانسان. الأوّل يعلن عن تصدّي دفاعات الجيش السوري لطيران معادٍ مع تحديد المكان في مقابل رواية المرصد المعارض التي تتحدّث عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف الإيرانيين وحلفائهم من حزب الله. في حين أن المعنيين بالحدث يغيبون عن المشهد العام معتصمين بالصمت من دون ان يعلنوا إما تبنّي العملية أو الردّ عليها.

صباح الإثنين الفائت، تكرر المشهد، إذ أفادت وسائل إعلام تابعة للنظام السوري أن دفاعاته الجوية اعترضت “أهدافا معادية” فوق العاصمة دمشق، مشيرة إلى أنها تصدّت لعدوان إسرائيلي من فوق الأجواء اللبنانية، وأسقطت عدداً من الصواريخ قبل الوصول لأهدافها”، في حين ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن القصف الإسرائيلي استهدف مواقع لقوات إيرانية وحزب الله جنوب دمشق، ودمّر عدة أهداف لميليشيات طهران، مؤكداً مقتل 4 عناصر منها، إلا أن النظام اعترف بمقتل 3 مدنيين فقط.

وفيما يعدّ هذا الهجوم الثالث في غضون أقل من شهر من جانب إسرائيل، التي شنّت في السنوات الماضية مئات الهجمات في أنحاء سوريا، أوضحت أوساط دبلوماسية غربية لـ”المركزية” “أن مسلسل الغارات الإسرائيلية في سوريا يحمل عنواناً عريضاً “عدم السماح لإيران بإمتلاك الورقة السورية”، وإخراجها من الميدان بعدما تم إبعادها مئات الكيلومترات من الجنوب السوري”.

ولعل “اللافت” في هذا المسلسل الإسرائيلي على حدّ قول الاوساط الدبلوماسية الدور الروسي من خلف الكواليس والذي هو في الاساس ضابط إيقاع الملف السوري. فالغارات الإسرائيلية ضد مواقع عسكرية تابعة لإيران وحزب الله أخرها منذ إسبوعين، وإستهدفت سيارة مدنية تابعة للحزب عند الحدود اللبنانية – السورية، تحديداً في جديدة يابوس ترددت معلومات انها أصابت ضابطاً إيرانياً وقياديين في حزب الله، تتم تحت أعين الروسي وتخرق الاجواء السورية الخاضعة بدورها لقبضة الطيران الحربي الروسي. فلو لم يكن من”قبّة باط” روسية لهذه العمليات لما سمحت موسكو لتل أبيب شنّ غارات ضد الايرانيين”.

ووضعت الأوساط تكثيف الغارات الاسرائيلية على سوريا في الاونة الاخيرة في سياق خطة اسرائيلية اعلنها وزير الدفاع نفتالي بنيت تحت عنوان “طرد إيران من سوريا والانتقال الى خطة لجم نشاطاتها”.

وإذا كانت إيران قد آثرت الصمت وعدم التعليق على ما يحصل معها في سوريا وهو ما ينسحب أيضاً على حزب الله، يبدو أن الاخير سيكسر القاعدة هذه المرّة وسيتطرّق الى الملف السوري على لسان أمينه العام السيد حسن نصرالله متحدّثاً عن الغارتين الاسرائيلتين الاخيرتين ضد مواقع تابعة لايران والحزب بالإضافة الى ما جرى على الحدود الجنوبية في ميس الجبل تحديداً والذي ادّى الى إستنفار الجيش الاسرائيلي واتخاذه إجراءات ليلية بعد ان تبين ان خرقاً حصل للسياج الحدودي”.