IMLebanon

القصّة الكاملة لزيارة جنبلاط الى بعبدا.. والمقاطعة

يمكن القول إنّ أشدّ خصوم وليد جنبلاط في فريقٍ رئيس الجمهوريّة والتيار الوطني الحر هم من صنعوا زيارته الى قصر بعبدا أمس، عن غير قصدٍ طبعاً.

بدأت القصّة مع الهجوم الطائفي الذي شنّه مقرّب من وزيرٍ سابق ينتمي الى التيار الوطني الحر، عبر إذاعة غير مرخّصة، على جنبلاط. وهو هجوم انزعجت منه جهات روحيّة مسيحيّة ومرجعيّات سياسيّة عدّة. حتى حزب الله لم يكن راضياً عن أسلوب الهجوم على جنبلاط.

وقد أدّى ذلك الى تدخّل شخصيّات عدّة لدى رئيس الجمهوريّة، من بينها النائب فريد البستاني، الوزير السابق ناجي البستاني وويلسون نجيم.

ثمّ قام الأخير، وهو مقرّب من عون وبعد أنّ نال موافقته، بزيارة جنبلاط ليعدّ زيارة الأخير الى بعبدا واضعاً إطاراً لها، ومؤكداً أنّ رئيس الجمهورية حريص على العيش المشترك في الجبل ولا يقبل بأسلوب نبش الماضي.

ترافق هذا المشهد مع تصعيدٍ جنبلاطيّ باتجاه العهد والحكومة، ما استدعى أيضاً زيارة لوزيرة الدفاع ونائب رئيس الحكومة زينة عكر الى كليمنصو، محاولةً البحث عن سبل التوصل الى هدنة مع جنبلاط، عارضةً عليه التوافق على التعيينات، إلا أنّ “البيك” لم يبدِ حماسةً لمثل هذا التوافق.

وتلت زيارة عكر زيارة أخرى ظلّت بعيدةً عن الإعلام لوزير مقرّب من حسان دياب بحث أيضاً في سبل تهدئة الجبهة الجنبلاطيّة ضدّ الحكومة.

وحين حُدّد موعد زيارة جنبلاط الى بعبدا، نشرِ الوزير السابق غسان عطالله تغريدةً صباح الأحد مهاجماً فيها جنبلاط، وكان ردٌّ من النائب بلال عبدالله الذي خرق تعميماً على نوّاب وقياديّي “الاشتراكي” بعدم الهجوم على العهد والتيّار الوطني الحر تأميناً لإنجاح الزيارة الى بعبدا.

تدخّل هنا النائب البستاني من جديد لدى بعبدا، وطُلب من عطالله إزالة تغريدته، ثمّ تواصل نائب الشوف مع شخصيّة بارزة في “الاشتراكي” متمنياً أيضاً إزالة ردّ عبدالله، وهذا ما حصل.

أما لقاء عون وجنبلاط أمس فتمحور حول ثلاث نقاطٍ رئيسة: الأولى، الخطّة الماليّة التي أبدى جنبلاط ملاحظاته عليها. والثانية، وضع الجبل عموماً والشوف تحديداً. والثالثة، تأكيد جنبلاط أنّه لا يسعى الى إسقاط العهد أو الحكومة إلا أنّه ليس في وارد “البصم على بياض”.

وردّاً على استفسار عون، قال جنبلاط إنّه سيرسل موفداً عنه الى اجتماع بعبدا، فردّ عليه رئيس الجمهوريّة بأنّه يفضّل أنّ يقتصر الحضور على الصفّ الأول. فأبلغه جنبلاط حينها بأنّه سيكتفي بإرسال نسخة عن ملاحظاته على الخطة الماليّة لعرضها في الاجتماع.

وتعليقاً على اجتماع بعبدا، وصف مصدر مقرّب من جنبلاط اللقاء بـ “الجيّد”، معتبراً أنّ نتائجه مقبولة لأنّه بالأصل لم تبنَ عليه آمال كبيرة لكي لا يؤدّي الى خيبة.