IMLebanon

لبنان في زمن التسويات وكورونا: انعدام التوازن السياسي

“عند تغيير الدول احفظ رأسك”. هكذا هي حال لبنان في منطقة تغلي على نار الحروب وتستعد للانتقال إلى زمن التسويات الكبرى، وإن كان ذلك يتطلب كثيرا من الوقت والجهد والمفاوضات. يبدو لبنان في موقع الحلقة الأضعف في ظل انعدام التوازن السياسي لصالح الفريق الدائر في فلك الممانعة والمقاومة، مع تسليم الجميع بأن لا مجال للتغييرات الكبيرة  في الأزمات الاقتصادية العاصفة، وهو ما عبر عنه بوضوح أمس رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط من على منبر قصر بعبدا تحديدا.

مصادر سياسية مراقبة تلفت عبر “المركزية” إلى أن شريط الأحداث في الفترة الماضية يعد خير دليل إلى أن التوازن لا يزال معدوما في المشهد السياسي المحلي. ذلك أن الثنائي الشيعي لا يزال قادرا على التحكم بقرار السلطة التنفيذية. بدليل أن اعتراض رئيس مجلس النواب نبيه بري على الهيركات والكابيتال كونترول أطاحا مشروعي الحكومة في هذا المجال، تماما كما أن دخول الأمين العام لـ “حزب الله” السيد حسن نصرالله على خط الخطة الاقتصادية الحكومية أمن لها غطاء سلسا يمهد لإقرارها او على الأقل بدء العمل بها أو ببعض نقاطها.

في المقابل، تشير المصادر إلى أن من شأن عدم حماسة القوى المناهضة لحكومة الرئيس دياب لتشكيل جبهة معارضة موحدة أن يكرس انعدام التوازن هذا على الرغم من رفع سقف الخطاب في بعض المحطات، كما هي الحال مع تيار المستقبل الذي يجهد لتأكيد طي صفحة التسوية مع التيار الوطني الحر، معطوفا على البيان الأخير لرؤساء الحكومات السابقين الذي رفع، هو الآخر سقف التحدي في وجه العهد والحكومة على السواء”.

لكن المصادر عينها نبهت إلى معطى آخر لا يقل أهمية: في مقابل الانعدام في التوازن السياسي، عادت المخاوف الأمنية إلى الواجهة، وهو ما أظهرته بقوة أحداث الأسبوع المنصرم في ظل عودة الحياة إلى عروق الثورة على وقع سيف الجوع والفقر المسلط فوق رؤوسهم، وسط العجز المتمادي عن حل هذه المعضلة.

مشهد اختصرته المصادر بالتحليل الآتي: في زمن كورونا والنكبات الاقتصادية ستبقى حكومة حسان دياب في سدة القرار، وهو ما أكده بوضوح جنبلاط من بعبدا أمس، في انتظار تسويات دولية كبيرة يمكن أن تكتب الانتخابات الرئاسية الأميركية المقررة في 5 تشرين الثاني المقبل أول ملامحها، خصوصا إذا خرج الرئيس دونالد ترامب خاسرا رهانه الثاني على الناخبين، وهو الذي كان تخوف من تأثير فيروس كورونا على نتائج الاستحقاق، متهما الصين بالسعي إلى جعله يخسر المعركة باكرا.