IMLebanon

هكذا يقرأ “التيار” مشاركة جعجع في لقاء بعبدا

لا يمكن الشك لحظة في أن رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع كان نجم لقاء بعبدا الحواري  بلا منازع. كيف لا وهو الذي نزع عن المبادرة الرئاسية صفة طاولة الحوار من لون واحد، إلى حد أنه استطاع القفز فوق علاقاته المقطوعة مع ثنائي العهد- التيار الوطني الحر، كما فوق تموضعه المعارض، الذي اعترف به من على منبر قصر بعبدا، ليشارك في الحوار، تحت عنوان صون المؤسسات وتأكيد احترامها.

هل تغير هذه الخطوة المتقدمة من جعجع المغرد وحيدا خارج سرب حلفائه المعارضين توطئة لإعادة المياه إلى مجاريها بين ثلاثي بعبدا-ميرنا الشالوحي- معراب؟ سؤال قد يكون من المبكر الاجابة عنه. في الوقت الراهن، يكتفي التيار بالاعتداد بموقف جعجع “المسؤول” لجهة المشاركة الفاعلة في حل أزمة وطنية كالتي تمر بها البلاد. ولا شك في أن بين سطور هذا الموقف سهاما برتقالية قاسية في اتجاه الغائبين، لا سيما شريك الأمس الرئيس سعد الحريري، زعيم تيار المردة سليمان فرنجية، اللذين يرى مقربون من العهد في مقاطعتهما “رعونة في الممارسة السياسية”.

وفي تعليق على مشهدية بعبدا الجامعة أمس، أثنت مصادر قيادية في التيار الوطني الحر عبر “المركزية” على مشاركة رئيس حزب القوات اللبنانية شخصيا في الحوار الوطني الموسع، معتبرة أنه موقف مسؤول اتخذه رئيس حزب ومرشح إلى رئاسة الجمهورية في هذه الأزمة الوطنية، مشددة في المقابل على أن “كل من لم يحضر اجتماع الأمس بدا في مظهر المستخف بآلام الناس وكبواتهم، ولم يسجل ارتفاعا في منسوب شعبيته، بل على العكس، قد يكون خسر على المستوى السياسي”.

وفي السياق عينه، لفتت المصادر إلى أن “في وضع كالذي نمر به، لا يجوز أن تكون المقاطعة مرادفا للمعارضة، كما هي الحال في بلد طبيعي”.

وفي ما يخص موقف المستقبل الذي كان السباق إلى إعلان غيابه عن لقاء بعبدا، رأت المصادر العونية ما أسمته ” قلة مسؤولية ورعونة في الممارسة السياسية”، كاشفة في المقابل عن معلومات يجري تداولها في الكواليس السياسية عن مساع لجمع الرئيس عون بالحريري، خصوصا بعد نجاح وساطة “فاعلي الخير”، في جمع عون برئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط الاثنين الفائت.

أما عن الخطوات المقبلة في ما يتعلق بالخطة الاقتصادية، أكدت المصادر أن التيار غير المشارك في السلطة التنفيذية، والذي يملك كتلة كبيرة في مجلس النواب يستعد لمواكبة تنفيذ المشروع الحكومي على مستوى التشريع والقضاء، من دون أن تستبعد إقامة بعض التحركات الرمزية على الأرض، مؤكدة أن التيار لن يتخلى عن محاربة الفساد واستعادة الأموال المنهوبة.