IMLebanon

انتقادات لبنانية معارضة لدعوات “التنسيق” مع دمشق

كتبت كارولين عاكوم في صحيفة “الشرق الأوسط”:

أعاد أمين عام «حزب الله» حسن نصر الله الحديث عن التطبيع مع سوريا، من باب معالجة التهريب عبر المعابر غير الشرعية، مطالباً الحكومة بالتنسيق مع النظام السوري، وهو ما وجدت فيه أحزاب في المعارضة ضغطاً باتجاه تحقيق هذا المطلب، وقطع الطريق أمام أي حل للتهريب الذي سينعكس سلباً على المفاوضات مع صندوق النقد الدولي.
وكان نصر الله قد دعا في كلمته الأخيرة إلى ترتيب العلاقة مع سوريا، والتعاون على وقف التهريب، مؤكداً: «سوريا جاهزة، إنما التأخير والتعطيل والمماطلة لبنانية».
ورأت جهات معارضة في كلام نصر الله نسفاً لأي إجراءات أو قرارات، وقالت مصادر وزارية إن اجتماع المجلس الأعلى للدفاع لم يتطرق إلى العلاقة مع سوريا. وأوضحت لـ«الشرق الأوسط» أن «البحث تطرق إلى الحدود المتداخلة بين البلدين، وبالتالي ضرورة التنسيق مع الأجهزة الأمنية في سوريا لإقفال الحدود، بعيداً عن أي كلام في السياسة».
وجدَّد نائب رئيس الحكومة السابق، غسان حاصباني موقف «حزب القوات» الرافض للتطبيع مع النظام السوري، مؤكداً أن قرار مكافحة التهريب إن اتخذ، فيمكن تطبيقه من الجانب اللبناني من دون الحاجة إلى أي تواصل مع النظام، والدعوة إلى هذا الأمر ليست إلا حجة غير منطقية. وقال لـ«الشرق الأوسط»: «استمرار التهريب من شأنه أن ينعكس سلباً أكثر على لبنان، وتحديداً في مرحلة التفاوض مع صندوق النقد الدولي طلباً للمساعدة»، موضحاً: «المجتمع الدولي لن يساعد لبنان إذا بقيت أمواله تذهب أو تهرّب إلى مكان آخر، وبالتالي على الجهة التي ترفض هذا الأمر تحمّل مسؤولية النتائج».
واعتبر النائب عن «اللقاء الديمقراطي» بلال عبد الله، أن الرسالة وصلت من كلام نصر الله، وكتب على حسابه على «تويتر»: «وصلت الرسالة. لا ضبط للمعابر غير الشرعية والمتفلتة، والتي تستنزف اقتصادنا وعملتنا وإنتاجنا الصناعي والزراعي، من دون التطبيع مع النظام في سوريا». وأضاف: «الكرة في ملعب حكومة الأكثرية. وهي تستعد للتفاوض مع صندوق النقد الدولي، متسلّحة بعباقرة الشأن الاقتصادي».
الموقف نفسه، عبّر عنه وزير الشؤون الاجتماعية السابق ريشار قيومجيان، معتبراً أن ملف التهريب كالنازحين، يستعمل لابتزاز اللبنانيين وفق المعادلة المعروفة: إما رضوخ وتطبيع كامل مع النظام السوري وإما استمرار الأوضاع على حالها. في الحالتين: النظام لا يريد عودة النازحين ولـ«حزب الله» مصالح أمنية ومالية على معابر معروفة.