IMLebanon

قاطيشه: كلام المفتي قبلان دليل ضعف!

على وقع أزمة إقتصادية ونقدية غير مسبوقة يتقلّب اللبنانيون فوق نيرانها، خرج المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان بخطاب عيد الفطر لينسف الصيغة اللبنانية الفريدة التي أرساها الرئيسان بشارة الخوري ورياض الصلح عام 1943 والمعروفة بالميثاق الوطني، بقوله “نؤكّد أن أصل نشأة لبنان تمّ على أساس طائفي واستبدادي، بوظيفة خدمة المشروع الاستعماري والاحتكاري، وهذه الصيغة قد إنتهت، وما قام به بشارة الخوري ورياض الصلح لم يعد يصلح لدولة إنسان ومواطن، بل أيضاً مرحلة وانتهت”.

ولعل المفارقة في هذا الكلام “الخطير” بتوقيته ومضمونه أنه يتزامن مع تآكل مؤسسات الدولة وإهترائها نتيجة غياب القرار السيادي الواحد و”هيمنة” فئة من اللبنانيين على الدولة بسبب قوتها ووهج سلاحها وتفرّدها بقرار الحرب وضربها لعلاقات لبنان مع الدول العربية الصديقة والمجتمع الدولي.

فلماذا هذا الطرح عشية الإحتفال بمؤية لبنان الكبير؟ وهل هو “إستباق” لما يُكتب من تسويات لأزمات المنطقة من أجل “حجز” مسافة لبنانية فيها تتناسب مع حجم الفئة التي تقف وراء الشيخ قبلان؟ وأكثر من ذلك ما هو موقف الرئيس نبيه بري من تغيير الصيغة اللبنانية، خصوصاً أنه شنّ منذ أيام هجوماً على الداعين الى تطبيق الفدرالية في لبنان وتقسيمه الى كانتونات طائفية؟

عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب وهبي قاطيشا إعتبر عبر “المركزية” “ان كلام الشيخ قبلان غير مقبول و”خطير” وننتظر توضيحاً من المسؤولين المدنيين في الطائفة الشيعية الكريمة، لان أي طرح متعلّق بمستقبل لبنان يجب ان يأتي من السلطات المدنية مع إحترامنا لرجال الدين، لاسيما وأن الحزب الاقوى عند الشيعة حزب ديني”، وسأل “ما هو البديل عن نسف الصيغة اللبنانية التي بدأت جذورها في العام 1920 وتم تثبيتها في العام 1943″؟

وإذ تساءل عن توقيت هذا الطرح والغاية منه”، لفت رداً على سؤال الى “أن لو كان حزب الله قوياً كما يدّعي لما إضطر الى “التلطّي” خلف طرح موقف الشيخ قبلان الذي نعلم جيداً من يؤيد . حزب الله يشعر بأنه بات في مأزق نتيجة الحرب على بيئته بسبب الصراع المُستعر بين الولايات المتحدة الاميركية وايران.

وقال “صحيح ان حزب الله يمنع قيام الدولة إلا انه لا يستطيع بناء دولة في لبنان، لذلك نراه يهرب الى الامام بطروحات “متطرّفة” تتناقض وهوية لبنان، وهذا كلّه نتيجة تراجع قوته وشعوره بالضعف بسبب الحرب على أنواعها والمستمرة بين واشنطن وطهران”.

وشدد قاطيشا على “أن أي طرح مرتبط بمستقبل لبنان ونظامه السياسي يجب ان يكون بالحوار وبالتوافق بين معظم المكوّنات السياسية في البلد، اما كل غير ذلك فهو كلام في غير محله ولا يُصرف في لبنان”.

وكرر تأكيده “ان كلام الشيخ قبلان دليل “ضعف”، ولا يمكن لـ”حزب الله” فرضه بقوّة الامر الواقع، لان لبنان لا يُحكم الا بالتوافق بين معظم مكوّناته”.