IMLebanon

هكذا تُخفّضون احتمال إصابتكم بالألزهايمر

كتبت سينتيا عواد في “الجمهورية”:

في حين أنّ العديد من الأشخاص مُهدّدون بالإصابة بمرض الألزهايمر مع تقدّمهم في العمر، وهو نوع من الخرف يسبب فقدان الذاكرة، لكنّ الخبر الجيّد أنّ دراسات كثيرة وجدت أنّ إجراء تغيرات معيّنة على نمط الحياة قد يحسّن الصحّة العامة، ويخفض احتمال الإصابة بالخرف في مراحل لاحقة من الحياة.

وفق مراجعة نُشرت عام 2017 في “The Lancet”، إنّ ثلث حالات الخرف يمكن الوقاية منها أو تأخيرها. وفي هذا السياق، أوصى خبراء موقع “Sharecare” بإجراء التعديلات التالية حِفاظاً على دماغٍ صحّي:

إعطاء الأولوية للنوم

وجدت دراسة صدرت عام 2017 في “Neurology” أنّ انخفاض النوم عند الأشخاص الذين تخطّوا 60 عاماً ارتبط بارتفاع خطر الخرف. كذلك اقترح بحث نُشر عام 2018 في “JAMA Neurology” أُجري على أشخاص لا يَشكون من علامات الألزهايمر أنّ اضطرابات النوم والاستيقاظ قد ترتبط بارتفاع رواسب بروتينات الأميلويد في الدماغ، والتي تُميّز المراحل الأولى للمرض. ناهيك عن أنه توصّل إلى أنّ النعاس المفرط خلال النهار عند كبار السنّ الذين لا يعانون الخرف، له علاقة بتراكم لويحات أميلويد. لا داعي للقلق في حال تمضية ليلة نوم سيّئة أحياناً، لكنّ المطلوب إيلاء المزيد من الأهمّية لهذا الموضوع خصوصاً مع التقدم في العمر.

الأكل لصحّة أفضل

في حين أنّ الغذاء بمفرده لا يستطيع الوقاية من الألزهايمر، غير أنّ الحمية الصحّية، كالـ”MIND Diet” التي تجمع بين غذاء البحر الأبيض المتوسط وحمية “DASH” للسيطرة على ضغط الدم، قد تساهم في خفض خطر الخرف. فقد ثبُت أنّ الغذاء المتوسطي المليء بالأطعمة النباتية، والحبوب الكاملة، والسمك، والمكسرات، وزيت الزيتون، والورقيات الخضراء يقلّص خطر التدهور المعرفي. ناهيك عن أنّ الأبحاث العلمية كشفت أنّ هذا النوع من الحميات مرتبط بخفض احتمال الإصابة بنوبات قلبية وسكتات دماغية. هذا الأمر مهمّ للغاية بما أنّ عوامل الخطر لأمراض القلب، بما فيها ارتفاع مستويات الكولسترول والسكّر وضغط الدم، قد رُبطت أيضاً بزيادة خطر الخرف.

تفادي العزلة

مع تقدّم الإنسان في العمر، غالباً ما تنخفض دوائره الاجتماعية، ما يؤدي إلى العزلة المرتبطة بمشكلات صحّية كثيرة تشمل الكآبة، وقلّة النوم، وضعف الجهاز المناعي، وحتماً الخرف. غير أنّ الحفاظ على علاقات إجتماعية يساعد على تهدئة الكثير من هذه المشكلات، بما فيها فقدان الوظيفة المعرفية. لذلك من المهمّ البحث عن وسائل لزيادة الوقت مع الأشخاص مثل الجلوس مع العائلة والأصدقاء، أو التطوّع في منظمات المجتمع…

التمسّك بتمرين منتظم

إنّ القيام بنشاط بدني يستطيع خفض خطر الإصابة بأمراض القلب ومشكلات الإدراك. معظم البالغين عليهم توفير ما لا يقلّ عن 150 دقيقة من الآيروبك المعتدل الحدّية أو 75 دقيقة كحدّ أدنى من الرياضة الشديدة أسبوعياً، إستناداً إلى “US Department of Health and Human Services”. إنّ تأمين دقائق إضافية يكون الأمثل، لكنّ أي قدر من النشاط يكون أفضل من لا شيء! الهدف هو السعي إلى ممارسة رياضة منتظمة تزيد من معدل دقات القلب. وجد تحليل عام 2018 لمجموعة دراسات عن الألزهايمر أنّ نشاط الآيروبك المنتظم والمعتدل إلى القويّ، مثل المشي السريع، قد يساهم في إبطاء التدهور المعرفي عند الأشخاص المعرّضين لخطر الإصابة بالألزهايمر.

العمل على خفض التوتر

الارتفاع غير الطبيعي أو طويل الأمد لهورمون التوتر المعروف بالكورتيزول، قد يؤذي هياكل الدماغ الأساسية للذاكرة مع التقدم في العمر. ورغم أنّ تقليص التوتر لم يرتبط رسمياً بالوقاية من الألزهايمر، إلّا أنه يحسّن الصحّة عموماً، ما قد يساعد على خفض احتمال معاناة مشكلات في وظائف الدماغ. لذلك، من المهمّ تعلّم سُبل السيطرة عليه، من خلال التأمل اليَقظ أو تمارين مثل الـ”Tai Chi”.

الاعتناء بحالات صحّية أخرى

ما هو جيّد للصحّة عموماً يكون غالباً مفيداً أيضاً للدماغ. في حال معاناة ارتفاع الكولسترول، أو السكّري، أو زيادة الوزن، أو مشكلة نفسية مثل الكآبة والقلق، فإنّ السيطرة على هذه الحالات تساعد على خفض خطر فقدان المعرفة والخرف. على سبيل المثال، أظهرت الأبحاث أنّ السكّري يُعدّ عامل خطر للخرف وأنّ الكآبة غير المُعالجة في منتصف العمر مُرتبطة بدورها بهذه المشكلة. ولكن من غير الواضح ما إذا كانت الكآبة تحديداً تساهم في زيادة احتمال الخرف أو إذا كانت عارضاً مُبكراً. يجب التحدث إلى الطبيب عن سُبل علاج المشكلات الطبية الكامنة، بما فيها تلك النفسية.