IMLebanon

دياب يقفز فوق “الحزب” وينتقل إلى موقع الهجوم لماذا؟

بعد ليال من العنف، خرج رئيس الحكومة حسان دياب عن صمته، فاختار مخاطبة اللبنانيين عن طريق الرسالة المباشرة. غير أنه عاكس كل التوقعات التي دفعت إلى الاعتقاد أنه سيصارح الناس بالخطة التي تنوي الحكومة اعتمادها لمواجهة الأزمة الاقتصادية والتحديات الأمنية. لكنه حلق بعيدا جدا، مفضلا شن هجوم مركز على خصومه، وسابقيه في الدخول إلى نادي رؤساء الحكومات، على رأسهم الرئيس سعد الحريري والحريرية السياسية، من دون أن يسميها. حيث أعلن أن فريقه يعمل لتصحيح المسار الخاطئ الذي خلفته السياسات السابقة، في إشارة واضحة إلى فترة حكم الرئيس الشهيد رفيق الحريري.

حتى إن دياب ذهب إلى حد القول إن حكومته أحبطت محاولة “إنقلاب” عليها، محجما عن تسمية من يقف وراءها، حتى اللحظة على الأقل. في المقابل اعتبر بعض المراقبين أن هجوم دياب المتعدد الجبهات، شكل استهدافا للحريرية السياسية، ردا على ما يتردد في الكواليس عن مساع من رئيس مجلس النواب نبيه بري لإعادة المياه إلى مجاريها بين الحريري وأركان الحكم، بينهم رئيس التيار الوطني الحر الوزير السابق جبران باسيل.

على أي حال، فإن أوساطا مقربة من الدائرة الحريرية تفضل عدم الحديث عن هذه المعلومات نفيا أو تأكيدا. لكنها لا تخفي عبر “المركزية” استغرابها الهجوم المركز من جانب دياب على الرئيس الحريري وخطه السياسي، في ما يمكن اعتباره تصفية حسابات سياسية مع أركان المعارضة، ودغدغة مشاعر الشارع السني اللاهب بحريق الأسعار والدولار والأزمة المعيشية، بدلا من التركيز على السبب الأساسي للاختلال في التوازن السياسي لصالح جهة لا تزال تحمل السلاح، وتتمسك به، وتعيق مسار تطبيق القرارات الدولية، لا سيما منها الـ 1559.

وتلفت المصادر إلى أن تطبيق القرارات الدولية التي دفع الرئيس الحريري حياته ثمنها، هو الخطوة الأولى على طريق تلقي المساعدات الدولية التي طلبها لبنان في المؤتمرات الدولية التي جهد الحريري الأب لعقدها، ويؤكد الرئيس دياب التزامه بها لإنقاذ البلاد من كبوتها الاقتصادية. وهذا مؤشر واضح إلى أن خطاب دياب ليس إلا قنصا في اتجاه الخصوم، وتأكيدا أن حزب الله لا يزال يسيطر على القرار الرسمي في البلاد.