IMLebanon

البركان الاقليمي على شاطئ المتوسط يقذف حممه الى شوارع لبنان

تحول لبنان بفضل رفض اهل الحكم اعتماد سياسية النأي بالنفس الى ساحة صراع وكباش اقليمي وحتى دولي بعد اصرار قوى الثامن من اذار على اعتماد الاقتصاد المشرقي من سوريا الى ايران والصين والتخلّي عن الاقتصاد الغربي تحت عنوان “الاقتصاد المقاوم”.

وجرّ هذا الرفض لتحييد لبنان عن نيران المنطقة “ويلات” الحسابات الاقليمية والدولية التي غالباً ما خرج منها البلد الصغير خاسراً وعلى حساب ابنائه ودولته التي يتآكل الهريان مؤسساتها.

ولعل ما جرى من حوادث امنية في الاونة الاخيرة يعكس هذه المعطيات في ظل المعلومات المتداولة عن دخول تركي على خط الصراع في لبنان وفق اوساط سياسية شمالية تحدّثت لـ”المركزية”، خصوصا بعد غياب الحضور العربي، لاسيما الخليجي وتحديداً السعودي.

ويأتي في السياق، ما حصل من مواجهات بين متظاهرين والجيش والقوى الامنية في اكثر من منطقة لبنانية وحجم التدمير والخراب الذي خلّفته هذه المواجهات يُضاف اليها الخطاب الطائفي والمذهبي الذي ترددت اصداؤه بين المتظاهرين بعدما غاب عن الشارع اللبناني منذ إنطلاق الانتفاضة في 17 تشرين الفائت.

وتشير الاوساط الشمالية الى “ان الحضور التركي في الشمال يترك قلقاً لدى بعض الاوساط السنّية المحسوبة على السعودية ومصر وحتى سوريا، لانه يتناقض مع الدور التاريخي للسنّة في لبنان الذي لطالما كان في قلب المحور العربي”.

وحذّرت الاوساط من “ان الدخول التركي على الخط اللبناني يزيد طين الفتنة السنّية-الشيعية بلّة، لان تركيا تريد من “دعم” الشارع السنّي في لبنان الاستثمار في صراعها الاقليمي مع ايران”. كيف ذلك؟ تُجيب الاوساط الشمالية بما نقلته عن مصادر دبلوماسية غربية قولها “ان علاقات تركيا بإيران قوية في الظاهر ومتوتّرة عملياً في سوريا ومع حزب الله، ولعل ما جرى في شمال سوريا اخيراً والعملية العسكرية التي تُنفّذها تركيا هناك اثبت ان علاقاتها مع ايران وحزب الله ليست على ما يرام وليست ثابتة”.

وابدت المصادر الدبلوماسية توجسها من الانتشار العسكري التركي في البحر المتوسط، من اسطنبول حتى ليبيا، حيث تصطف بوارج وغواصات وسفن حربية فضلاً عن شحنات السلاح التي ترسو في المرافئ الليبية. وهذا ان دل الى شيء فإلى “حجم” الدور التركي في المنطقة الذي حتماً سيكون على حساب دور موازِ لا يُمكن لاي دولة اخرى غير ايران ان تلعبه”.

وتلفت المصادر الدبلوماسية كما تنقل عنها الاوساط الشمالية الى “ان انقرة تحاول فرض امر واقع في ليبيا بدخولها شريكة في الحل، وهذا ما سيمنحها “إمتياز” فرض سيطرتها على المتوسط لاسباب لها علاقة بالنفط والغاز مستقبلاً، وهذا الامر من شأنه توتير علاقاتها مع دول المتوسط، لاسيما الاوروبية والولايـات المتحدة وحتى حليفتها في شمال سوريا، روسيا التي تعمل على ان تكون الوحيدة على شاطئ المتوسط”.

واوضحت “ان التحكم بشاطئ المتوسط هو موضوع صراع اميركي- روسي -ايراني -تركي، من هنا اهمية موقع لبنان وبسبب ذلك يقوم صراع نفوذ على ارضه”.

وتختم المصادر الدبلوماسية قراءتها لواقع الصراع في لبنان إنطلاقاً من التطورات في المنطقة بالاشارة الى الملف العراقي حيث تتفاوض حكومة مصطفى الكاظمي مع واشنطن من اجل “ترتيب” الانسحاب الاميركي من العراق، وهو موضوع متّفق عليه منذ تكليف الكاظمي تشكيل الحكومة، بحيث تخلي اميركا القواعد العسكرية وعددها 11. ويتردد ان هذه الخطوة ستتم قبل الانتخابات الاميركية ليتسنّى للرئيس دونالد ترامب توظيفها في المعركة الرئاسية تحت عنوان “لا جندي اميركي خارج بلاده”، موضحةً “ان الكاظمي وبعد انسحاب القوات الاميركية يبدأ التفاوض مع ايران لخروج الحرس الثوري واذرعها العسكرية اي حزب الله تدريجيا لانه لا يعود هنالك من مبرر للبقاء”.