IMLebanon

“الحزب” وقيصر: دعم سوريا من لبنان و”الأمن” للضغط على الغرب

يتحدث الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله مساء الثلثاء، في الشؤون المحلية كلها، السياسية منها والاقتصادية المعيشية وصولا الى الامن. الا ان الوضع في الاقليم سيفرض نفسه بطبيعة الحال على خطابه. فليس صدفة ان يقرر الرجل القاء كلمة عشية وصول قيصر الى المنطقة محملا بالعقوبات والاجراءات القاسية. والحال ان طيف القانون الاميركي الوليد، الذي يستهدف كل من يمد يد العون للنظام السوري، يلقي بثقله بقوة على اهل محور الممانعة كلّهم، وحزب الله ضمنا، حتى أمكن القول ان الطوق الذي سيشتد حول عنق الاخير- وهو مَن ضحّى بعناصره لتأمين صمود بشار الاسد في موقعه – بات العامل الاكثر تأثيرا على قراراته وأفعاله، حيث نرى وسنرى “الحزب” يتصرّف على الساحة اللبنانية، وفق ايقاع فرضه عليه “قيصر” المزعج.

وبحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”، تحكُّم العقوبات الآتية بسياسات حزب الله، برز اولا في قرار اتّخذه بدعم الاقتصاد السوري ولو على حساب اللبناني. فتماما كما ضحّى بشبابه ليبقى الاسد، سيضحّي بأموال اللبنانيين ليحاول منع تهاوي اقتصاده. والا فكيف تُفسّر ضغوط الفريق الممانع على “المركزي” ليضخّ الدولار في السوق اللبنانية مع العلم ان لا قدرة – او لا قرار – بمنع تسريبه الى سوريا وهو ما أثبتته الارقام؟ علما ان الامر نفسه ينسحب على تهريب المازوت والمواد الاولية، التي باتت شبه مفقودة في لبنان لصالح تحويلها الى دمشق.

وفي موازاة محاولات المحور مد النظام السوري بالاوكسيجين، وقد اعلن وزير الخارجية الايرانية محمد جواد ظريف اليوم “اننا سنعمل مع أصدقائنا على تطوير الوضع الاقتصادي في سوريا”، سيستخدم هؤلاء اوراق قوّتهم لمحاولة تخفيف الطوق عنهم. وفي هذا السياق، يمكن وضع التوترات الامنية التي شهدها لبنان في الايام القليلة الماضية. فبحسب المصادر، يدرك حزب الله ان الاستقرار اللبناني خط احمر لدى المجتمع الدولي الذي يتمسك به بقوة ويخشى تعكيره لاكثر من اعتبار. وللغاية، يبدو حرّك منذ ايام درّاجيه على الارض حيث أشعلوا العاصمة وعاثوا فيها خرابا ونيرانا، قبل ان يقرر في اليوم التالي نشر مجموعات انضباط تابعة له، لمنع خروج “المخليّن بالامن” من الضاحية! وفي الاطار عينه، بدت لافتة في الساعات الماضية، خاصة من حيث التوقيت، المعلومات التي تحدّثت عن عملية ارهابية كانت تُعدّ لاستهداف مطار رفيق الحريري الدولي، قيل ان “داعش” يقف وراءها.

ووفق المصادر، تبدو الاضاءة على الوضع الامني، واستحضار طيف “داعش” ، مقصودة وتصيب اكثر من عصفور بحجرها. فهي من جهة، تلهي اللبنانيين بالتطورات الميدانية وتشيح الانظار قليلا عن ملفات التهريب النقدي والمعيشي الى سوريا، ومن جهة ثانية، توجّه رسالة الى الخارج، يقول فيها “مشغّلو المشاغبين” للعالم: اذا أبقيتم سيف العقوبات مصلتا فوق رؤوسنا، فنحن نعرف كيف نبعده ونملك ايضا سلاحا يؤلمكم: اشعال الساحة اللبنانية، في عملّية “ابتزاز” لهؤلاء، وفق المصادر، تبقى معرفة كيف ستتعاطى معها الادارة الاميركية التي لا تبدو ابدا في وارد التراجع او التنازل.

فهل سنشهد في قابل الايام، لعبا اضافيا بالامن يضاف الى التلاعب بالدولار والليرة، فيهدم بعض اللبنانيين الهيكل اللبناني، طوعا، على رؤوس اللبنانيين، كرمى لعيون النظام السوري والامبراطورية الايرانية؟