IMLebanon

سقطت الفوارق… ففشل مشروع الإفلاس

نجحت “لجنة تقصي الحقائق” المنبثقة من لجنة المال والموازنة النيابية في إسقاط الفوارق بين خطة الحكومة وخطة جمعية المصارف، وتمكّنت من توحيد أرقام وخفضها من 240 ألف مليار ليرة إلى 80 ألف مليار، الأمر الذي انعكس على مواقف بعض المستشارين الاقتصاديين والماليين لرئيسيّ الجمهورية العماد ميشال عون والحكومة حسّان دياب ووزير المال غازي وزني.

وفي السياق، تردّد أن الدكتور هنري شاوول مستشار وزارة المال، قدّم استقالته أمس من دون الكشف عن الأسباب، مع الإشارة إلى أنه وضع مع مستشارين آخرين خطة الحكومة الإنقاذية والتي كانت محط مناقشات واعتراضات في بنود كثيرة منها، لا سيما من جمعية المصارف التي اعتبرت ما ورد فيها بمثابة إعلان إفلاس لبنان، في حين أنه ليس بلداً مفلساً إنما “مخنوق” اقتصادياً ومالياً ويفتقد إلى السيولة، الأمر الذي يتطلب خطة لمَد آجال إيفاء الدين وليس إعلان الإفلاس… هذه التحفظات والملاحظات دفعت إلى إعادة النظر في مضمون خطة الحكومة والتوصّل إلى نتائج ملموسة في هذا الإطار في جهود لجنة المال والموازنة النيابية إلى جانب جهود جمعية المصارف.

مصدر مالي قال لـ”المركزية” إن “من الطبيعي، عندما تعلن لجنة المال والموازنة النيابية وجود هذه الفوارق الكبيرة في الأرقام، أن يستقيل المستشار الذي طالما دافع عن تلك الأرقام الواردة في خطة الحكومة… علماً أن توقعات العجز إجمالاً، تتبدّل مع تغيّر الأحداث”.

جهود نحاس.. وبرز في الآونة الأخيرة سعي حثيث من قِبل مقرّر لجنة المال النائب نقولا نحاس في اتجاه توحيد الأرقام، فكان أن حدّد نقاط المقاربة لوضع الخطة وفق أسس علمية.

وأعلن “الاتفاق على تحديد منطلق مقاربة الموضوع وتوحيد الرؤية فوصلنا إلى أرقام متطابقة وسقطت الفوارق، وسترفع اللجنة اليوم كما هو مرتقب، تقريرها إلى لجنة المال التي ستحيله إلى رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي يقرّر مصيره”.

وليس بعيداً، سجل بري موقفاً لافتاً بعد اجتماع ثلاثي عُقد في قصر بعبدا الاسبوع الفائت قبيل جلسة مالية لمجلس الوزراء، شدد فيه على “ضرورة توحيد أرقام الخطة برعاية المجلس، للتفاوض على أساسها مع صندوق النقد الدولي”. وجاء موقف بري عقب إعلان الرئيس عون في اجتماع مالي خُصص لتوحيد أرقام الخطة، أن “أرقام الحكومة هي المنطلق للتفاوض بعدما كان حاكم مصرف لبنان وجمعية المصارف اعترضا على تلك الأرقام وبالتالي حذّرا الحكومة من مغبّة المضي فيها، وانعكاساتها الخطيرة على لبنان ومستقبله ومستقبل أبنائه…