IMLebanon

خلف: ابتعدوا عن الشتائم فهي لا تبني الأوطان

توجه نقيب المحامين في بيروت ملحم خلف البيان الآتي إلى “أعزائي اللبنانيّات واللبنانيين، زميلاتي وزملائي المحامين”، قائلاً: “أفهم تماماً وجعكم لأنّي موجوعٌ مثلكم مِن كلّ ما يحصل في البلد مِن انهيارٍ وإهمالٍ وتقصيرٍ وخرابٍ، في مقاربة حقوقنا – وهي حقوق مرتبطة بمواطنتنا وكلّ اللبنانيين؛ أفهم تماماً غضبكم الذي تُفجّرونه – وعن حقّ – على المنابر، على وسائل التواصل الاجتماعيّ، في الطرقات، وهذا من أُسس الحريّات العامة؛ وحقّ التعبير وإبداء الرأي يبقى الحقّ المُقدّس الذي ناضل مَن سبقنا من أجله، ونتابع النضال سوية مِن أجل تحصينه وصونه من أي انقضاض مباشر أو مبطّن”.

وأضاف، في بيان: “لكنّني لا أفهم أبداً أيّ تجاوز لهذا الحقّ، باستعمال الشتائم والكلمات النابية. هذا الأمر مرفوض كليّاً. هذا الأمر مُخالف لأخلاق مُجتمعنا، مُخالف للأدبيات العامة، ولانتمائنا الحضاري، وللإقرار بالحقّ بالاختلاف، قبل أنْ يكون مُخالفاً للقانون. هذا الأمر يُحزنني لأنّه يُشوّه الصورة الصافية لمعاناتنا وأحقيّة مطالبنا وشجاعة نضالنا. الشتيمة لا تبني الأوطان بل تُهدّمها، الشتيمة ليست سوى تحقير للذات، وسقوط في انفعال بغيض؛ الشتيمة والتشهير عكس كل ما نناضل من أجله”.

وتابع: “نبدي رأينا أيّاً يكن الاختلاف فيه مع الاخر، نبدي رأينا أيّاً يكن التباين مع الآخر؛ نبدي رأينا بكلّ حرية ومن دون خوف ومن دون ترهيب؛ نبدي رأينا بأخلاق مِن دون تجريح، نبدي رأينا بجرأة بكلّ قناعة وبقبول لرأي الاخر”.

ورأى أنّ “الاختلاف في الرأي هو غنى ولا يُبعدنا عن بعضنا البعض لأنّنا سنبقى أبناء وطن واحد. الشتيمة تُسقط مَن يُطلقها وترتد على ذاته، ولا تطال الآخر، فالحفاظ على الرأي البنّاء والصورة البهيّة له، مهما علا سقفه، يبقى ضمانة بقاء المجتمع”.

وطلب من الجميع، ومن موقعه، “الابتعاد كلّ البُعد عن استعمال الشتائم في معرض التعبير عن المواقف والآراء”، مبدياً “حرصي المُطلق على حرية التعبير وأحقيّة مطالب كلّ مؤمن بضرورة إعادة بناء هذا الوطن قبل فوات الأوان”.

وختم قائلاً: “لبنان وطن الحريّة وكرامة الإنسان… هذه هي بوصلة نضالنا معاً… تعالوا لا نضيّع البوصلة، ولا نُسقط العيش معاً”.