IMLebanon

ماذا عن تهديد أمن اللبنانيين؟! (بقلم رولا حداد)

اعتدنا في الآونة الأخيرة أن تقوم القوى الأمنية باعتقال مواطنين، وخصوصاً الشباب والناشطين من بينهم، بسبب تغريدة من هنا أو نشر فيديو من هناك، بحجة أن هذا الفيديو أو تلك التغريدة يمسّان بالسلم الأهلي أو يهددان العيش المشترك. الأمثلة أكثر من أن تُحصى وبات الناشطون يعتصمون ويتظاهرون لإطلاق رفاق لهم يتم توقيفهم بشكل شبه يومي بذرائع واهية، وتستاء الأجهزة منهم لأنهم “يشتمون”!

هذه المقدمة ليست حتماً للدفاع عن أي شخص أياً يكن، وليست لتبنّي ما يكتبه أو ينشره أحد بل هي لسؤال الأجهزة الأمنية والقضائية عمّا تفعل حيال من يهدد أمن اللبنانيين أمنياً ومالياً واقتصادياً واجتماعياً وحياتياً ودبلوماسياً؟

ماذا تفعل الأجهزة الأمنية حيال من يحمل السلاح خارج الشرعية باسم إيران في لبنان، ويهدّد السيادة اللبنانية وسلطة الدولة في أكثر من منطقة لبنانية، وينشر أسلوب التخريب والشغب والحرق من بيروت إلى طرابلس وتقف الأجهزة الأمنية إياها عاجزة أمام رعاعه؟

ماذا فعلت الأجهزة الأمنية حيال من هدّد السلم الأهلي في 6 حزيران 2020 في عين الرمانة وكورنيش المزرعة، وفي أكثر من محطة اعتباراً من 17 تشرين الأول 2019 انطلاقاً من الخندق الغميق في اتجاه “الرينغ” ووسط بيروت، حتى لا نعود بالذاكرة إلى 7 أيار 2008 في بيروت وفي 11 أيار 2008 في الجبل؟

ماذا فعلت وتفعل الأجهزة الأمنية مع من يشكل خطراً اليوم على حرية التعبير والمطالبة بتطبيق القرارات الدولية التي يعلن لبنان التزامه بها وبالشرعية الدولية، وفي طليعتها القرار 1559 ويهدّد اللبنانيين بسلمهم الأهلي في حال تظاهروا وطالبوا بتطبيق هذا القرار الدولي؟

ماذا تفعل هذه الأجهزة حيال من يهدد تاريخ اللبنانيين وهويتهم ومستقبلهم ونمط عيشهم، من خلال التسبّب بعزلهم عن العالم ومحيطهم العربي وأصدقائهم الدوليين عبر الإصرار على إلحاقهم بإيران في دول محور الممانعة؟

ماذا تفعل هذه الأجهزة حيال تهديد اللبنانيين بالجوع والبطالة والفقر، بفقدان فرص العمل وإقفال المؤسسات والشركات، بفقدان الرغيف والدواء والمازوت والقدرة على الاستشفاء؟

ماذا تفعل هذه الأجهزة حيال من يتسبب بإقفال المدارس والجامعات والمستشفيات والفنادق والمؤسسات الصناعية والتجارية ليعيد لبنان فعلاً إلى العصر الحجري بما يتناسب وتهديدات المسؤولين الإسرائيليين المتكررة، ليتبين أن من يرفع شعار مواجهتهم يحقق لهم مبتغاهم في لبنان ومن دون إطلاق رصاصة وحيدة فيعيد وطن الأرز إلى حقبات من الجاهلية على المستويات كافة؟

ماذا تفعل هذه الأجهزة حيال من يسرق مازوت اللبنانيين ويهرّبه إلى سوريا بحماية حزبية واضحة بالشراكة مع النظام السوري وبكلفة على خزينتنا ومن احتياطاتنا تبلغ ملايين الدولارات يومياً؟ وماذا تفعل حيال تهريب الدولارات سواء بالكاش عبر الصرافين وسواء عبر السماح بالاستيراد من لبنان لمصلحة النظام السوري؟

إن أسوأ ما نعيشه اليوم في لبنان أن يصبح مطلوباً قمع من يكتب تغريدة من هنا وينشر فيديو من هناك، في حين أن من يهدّمون أساسات الوطن وهويته وجوهر وجوده وعلاقاته العربية والدولية وإمكانات عيش أبنائه يسرحون ويمرحون بأسلحتهم لينفذوا الأجندة الإيرانية…

نعم بئس هذه الأيام البائسة… ورحم الله بطريرك الاستقلال الثاني مار نصرالله بطرس صفير!