IMLebanon

هل تولد جبهة معارضة عريضة بوجه العهد… وأين بري منها؟

حرّكت مبادرة رئيس الجمهورية ميشال عون الى طاولة حوار في قصر بعبدا بعد غدٍ الخميس من أجل تحصين الوحدة الداخلية، رمال الإتّصالات واللقاءات الموزّعة بين مقار رسمية وحزبية من أجل تحديد الموقف من “حوار الخميس” بعدما كانت جامدة لإعتبارات صحية مرتبطة بفيروس كورونا المستجدّ الذي فرض التباعد، وسياسية لعدم إثارة الحساسيات والايحاء بان هناك نواة جبهة سياسية معارضة تُبصر النور من رحم مواجهة العهد وسياساته تجاه شركائه في الوطن.

وتأتي في سياق الحراك المستجدّ في المشهد الداخلي منذ ان كشف قصر بعبدا النقاب عن طاولة الحوار زيارة وفد من الحزب “التقدمي الاشتراكي” موفداً من رئيسه وليد جنبلاط الى معراب الاسبوع الفائت واجتماعه مع رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع بهدف تنسيق المواقف كقوى معارضة غير مشاركة في الحكومة بعدما ابلغ الوفد جعجع ان الحزب سيشارك ويحدد مستوى التمثيل لاحقاً.

من جانبه، ابلغ جعجع الوفد الاشتراكي ان مشاركته في الحوار يحسمها إجتماع تكتل “الجمهورية القوية”، وذلك في ضوء المستجدات ومواقف الكتل والاحزاب، علماً ان جعجع كان الوحيد من صفوف المعارضة الذي”خرق قرار مقاطعة ” إجتماع بعبدا في السادس من ايار الفائت وشارك وحيدا في اللقاء الذي دعا اليه رئيس الجمهورية القوى السياسية كافة للتشاور في الازمة الاقتصادية-المالية وعرض خطة الحكومة للنهوض الاقتصادي.

وشكّلت دعوة الرئيس عون للحوار في بعبدا مناسبة للحليفين، القواتي والاشتراكي للبحث في إمكانية تشكيل جبهة سياسية معارضة تُعيد التوازن للحياة السياسية بعدما “طبش” ميزان القوّة لمصلحة فريق الثامن من اذار الذي يقوده حزب الله ومعه العهد والتيار الوطني الحر.

وتبين بحسب اوساط سياسية مطّلعة على اجواء لقاءات اهل البيت السياسي الواحد لـ”المركزية” “ان الزعيم الدرزي غير متحمّس لانشاء جبهة سياسية معارضة، كذلك الرئيس سعد الحريري على رغم انه لم يعد يُميّز في هجومه بين سيّد العهد رئيس الجمهورية و”صهره” باسيل كما كان يعتمد في السابق”.

وتشير الاوساط الى “ان الحريري وجنبلاط يحرصان على البقاء على تواصل مستمر وتنسيق دائم، لاسيما عشية كل إستحقاق، لكن من دون قيام جبهة سياسية ضد العهد، وهما يفضّلان العمل “بالقطعة” وليس بالجملة ضمن التنسيق والتفاهم متمسكّين بالعلاقة المميزة مع الرئيس نبيه بري وعدم إزعاجه، بل إبقاء قنوات التواصل معه، خصوصاً ان المرحلة الدقيقة التي يمرّ بها لبنان تستدعي ذلك”.

وفي حين لم تستبعد الاوساط زيارة إشتراكية ثانية لمعراب في الايام المقبلة لإبلاغ جعجع بموقف جنبلاط النهائي من تشكيل جبهة معارضة، اعتبرت اوساط قواتية في المقابل لـ”المركزية” “ان اي جبهة سياسية لا يشارك فيها الحريري وجنبلاط لا يمكنها ان تكون جبهة وطنية جامعة كما حصل في الرابع عشر من اذار 2005، علما ان الرئيس بري لا يمكنه الدخول في تحالفات وجبهات بل ان يكون الى جانب هذا التحرك في المرحلة المقبلة، خصوصا ان التنسيق بينه وبين جنبلاط والحريري في اعلى درجاته”.

وفي السياق، تنقل اوساط عن الرئيس بري قوله “انه لا يميل الى المواجهات السياسية بل الى الحوار، لان لا خلاص للبنان الا بالحوار بين ابنائه، والحوادث على مرّ التاريخ اثبتت ذلك”.