IMLebanon

هل يُطلق قرار اسرائيل بالتنقيب شرارة حرب جديدة مع لبنان؟

استأثر القرار الاسرائيلي بالتنقيب عن النفط في بقعة “الون دي” اي البلوك 72 سابق المحاذي للبلوك 9 اللبناني المتنازع عليه، اضافة الى بقعة “الون أف” المحاذي للبلوك 9، باهتمام المسؤولين الذين قرروا التحرّك بعدما اعتبروا ان توقيت القرار مرتبط بالتطورات في المنطقة وبالصراع الاميركي الايراني الذي يمكن ان يجد في جبهة الجنوب “حلبة” لتبادل الرسائل الساخنة بين حلفائهما.

واتى القرار الاسرائيلي في وقت ينشغل لبنان بأزمة اقتصادية ومعيشية لا ترحم ولا توفّر قطاعاً او فئة من اللبنانيين وبالتزامن مع “الإشكال” الدبلوماسي بين بيروت وواشنطن على خلفية مواقف السفيرة الاميركية دوروثي شيا من حزب الله وإصدار قاضي الامور المستعجلة في صور قراراً يمنع وسائل الاعلام من إستضافتها، لانها تُثير الفتنة، وهذا ما شكّل فرصة لإسرائيل للمباشرة بأعمال الحفر مستغلّة إنشغال اللبنانيين بما يجري ولحشر حزب الله ومن ورائه ايران، كما وحشر الحكومة اللبنانية بعدما أوقفت الوساطة الاميركية لحسم الخلاف الحدودي البحري والبري والتي كان يتولاها مساعد وزير الخارجية ديفيد شينكر.

من هنا تكمن خطورة التطورات في البلوك التاسع لانها تأتي على وقع توتر في العلاقات بين لبنان والولايات المتحدة التي تضطّلع بمهمة الوساطة من اجل ترسيم الحدود البرية والبحرية. لذلك فتحت الخطوة الاسرائيلية الباب واسعاً امام جملة تساؤلات لها علاقة بردّة فعل اللاعبين المباشرين على الجبهة الجنوبية، اي الجيش الاسرائيلي وحزب الله وغير المباشرين الولايات المتحدة الاميركية والجمهورية الاسلامية وما اذا كانوا سيحوّلون جنوب لبنان صندوق بريد لتبادل رسائل نارية لإستخدامها في عملية التفاوض بين الاميركي والايراني عندما يتّفقا على الجلوس مجدداً الى طاولة مستديرة؟

وفي الاطار، سألت اوساط دبلوماسية متابعة لـ”المركزية”، “هل سيستنجد لبنان باميركا للجم خطوة الاسرائيلي؟ وماذا عن حزب الله؟ هل سيتجاهل الامر وهو ما سيفقده الكثير من شعبيته، لاسيما وان امينه العام السيد حسن نصرالله هدد في اكثر من اطلالة بان اي تعدٍّ على حقوق لبنان البحرية لن يكون نزهة؟ ام انه سيبادر الى الردّ لمنع اسرائيل من التنقيب فيغامر عسكرياً في ظل علاقات اميركية اوروبية عربية متوترة مع لبنان فتُفتح جبهة الجنوب بعد سنوات من استقرار فرضه القرار 1701، وبالتالي يعطي اسرائيل العذر للحصول على ضوء اخضر اميركي بالرد المناسب بعدما تبين استناداً الى معلومات دبلوماسية ان واشنطن تحاذر اعطاءها الضوء الاخضر خشية ان تعرقل التسويات وتدخل المنطقة في حروب ومواجهات ليست في وقتها؟

“المعطى ذاته لم يتغيّر. الاسرائيليون لا يجرؤون على خوض حرب ضدنا، فهم لا يملكون سوى لغة التهديد، ومن يُهدد لا يُنفّذ”،هذا ما اكده عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب انور جمعة لـ”المركزية”، معتبراً “أن هذا الكيان المُصطنع يحاول ان يعتدي أكثر على حقوق الغير، لكننا لن نسمح له وسنكون بالمرصاد إذا تجرّأ على الاعتداء علينا”.

وقال “هم يعلمون جيداً ما معنى تعبير “بالمرصاد”؟ صحيح اننا لا نريد الحرب الا اننا في الوقت نفسه سنمنع اي عدوان على لبنان”.

على اي حال وبإنتظار ما ستحمله تطورات الايام المقبلة، وصفت اوساط دبلوماسية غربية عبر “المركزية” الخطوة الاسرائيلية بـ”ضربة معلم” تنقذ بنيامين نتنياهو وحكومته وتخرجه من تحت مقصلة المحكمة بتهمة الفساد مع زوجته وتعزز موقعه للانفتاح على العالم العربي في مشروع سلام شامل وعادل”.