IMLebanon

دياب يكسر الجرة نهائيا مع الغرب وينعطف شرقا!

انطلق قطار الحكومة نحو “الشرق”. الرحلة بدأت رسميا امس مع مشاورات موسّعة اجراها رئيس الحكومة حسان دياب والسفير الصيني وانغ كيجيان في حضور عدد من الوزراء، استُكملت اليوم في زيارة قام بها كيجيان لوزير الطاقة ريمون غجر بحثا خلالها سبل التعاون في المواضيع التي تخص وزارة الطاقة، في حين كان دياب يلتقي اليوم ايضا في مقر الرئاسة الثالثة، وفدا وزاريا عراقيا يضم وزراء الزراعة والتربية والطاقة والصناعة، ويبحث معهم التبادل بين البلدين باستيراد النفط العراقي مقابل استيراد العراق للمنتجات اللبنانية الصناعية والزراعية وغيرها.

رئيس الحكومة كان حتى الامس القريب يتحدث عن عدم اقفال الابواب امام اي دولة يمكن ان تقدّم للبنان العون في الظروف الصعبة التي يمر فيها، أكانت غربية ام شرقية. الا ان تطورات الساعات الماضية، دلت بحسب ما تقول مصادر سياسية مراقبة لـ”المركزية”، الى ان دياب قرر كسر الجرة مع المجتمع الدولي “الغربي – العربي” اذا جاز القول، والانعطاف في شكل نهائي، نحو الشرق، الذي – وبعبارات أبسط – يُعرف بمحور الدول “الممانعة” للسياسات الاميركية! هذا الخيار يجب الا يفاجئ احدا، تتابع المصادر. فدياب هو رئيس حكومة 8 آذار التي أتى بها الى السلطة، حزبُ الله الذي لا ينفك يدعو مجلس الوزراء منذ بدء الحديث عن مفاوضات مع صندوق النقد الدولي، الى عدم الانصياع للاخير ولشروطه “الاميركية” الهوى، ناصحا بأن يُبقي اللبنانيون في بالهم ان ثمة بديلا جاهزا لمساعدتهم هو دول “المحور المقاوم”. ويبدو ان هذه الضغوط فعلت فعلها.

عواصم الدول الكبرى كلّها كانت واضحة وصريحة: باشروا بالاصلاحات وستحصلون على المساعدات. غير ان الرئيس دياب – الذي لم تضرب حكومته “ضربة واحدة” في مجال الاصلاح بل غرقت في المحاصصات والمحسوبيات على خطى سابقاتها – رأى في إحجام المجتمع الدولي عن التعاون معه، مؤامرة تحاك ضده وضد حكومته! فطفح كيله أمس وقرّر اعلان الحرب – ليس على الفساد – بل على السلك الدبلوماسي، فقال “سكتنا كثيرا عن ممارسات دبلوماسية فيها خروقات كبيرة للاعراف الدولية حرصاً على الصداقات والعلاقات لكن هذا السلوك تجاوز كل مألوف في العلاقات الاخوية والدبلوماسية”، مضيفا “الأخطر من ذلك أنّ بعض الممارسات أصبحت فاقعة في التدخل بشؤون لبنان، وحصلت اجتماعات سرية وعلنية، ورسائل بالحبر السري ورسائل بالشيفرة ورسائل بالـ”واتس آب”، ومخططات، وأمر عمليات بقطع الطرقات وافتعال المشاكل”.

دياب مرة جديدة، لم يجرؤ على تسمية الامور بأسمائها، بل جهّل متسهدِفيه والمتآمرين عليه. واذا كان كل من سمع موقفه، فهم انه يصوّب على السفيرة الاميركية دوروثي شيا وعلى السفير السعودي وليد بخاري الذي لم يزره في السراي، فإن المصادر تسأل “الى متى سيستمر دياب في سياسة الهروب الى الامام، والمراوغة والضبابية والتلطي خلف نظريات المؤامرة لتبرير فشل حكومته”؟ قبل ان تستطرد “ربما اراد ساكنُ السراي هذه المرة، من خلال موقفه الملتبس، عدمَ حرق المراكب كلّها مع الغرب. غير انها تؤكد ان تصعيده في “الموقف” من جهة، وفي “الفعل” من جهة أخرى – بحيث بدا استقباله الصينيين كرد فعل و”كيدية ” على حد تعبيرها- تصعيده هذا قد يكون أطلق رصاصة الرحمة في صدر اي تعاون غربي – عربي محتمل مع حكومته التي أثبتت مدى تبعيتها لحزب الله. وأملنا والحال هذه، هو أن ينجح دياب هذه المرة وان تكون حساباته دقيقة، فتقدّم الدول الممانعة، لبيروت، ما تحتاجه من اموال واستثمارات ومساعدات لتخرج من أزمتها القاتلة، والا على لبنان واللبنانيين السلام!