IMLebanon

هل يتبع “نداء الراعي” مسارَ “نداء الـ2000” فيحقّق هدفه؟

الى اي حد يمكن ان تذهب الحركة التي انطلقت من بكركي مع عظة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الاحد الماضي؟ حتى الساعة، لا جواب واضحا بعد، بحسب ما تقول مصادر سياسية مراقبة لـ”المركزية”.

فالنداء الذي أطلقه سيد الصرح في 28 حزيران، يرقى الى مستوى نداء المطارنة الشهير عام 2000 والذي أطلق في ذلك الحين- إبّان انسحاب جيش الاحتلال الاسرائيلي من الجنوب- صافرةَ مسارٍ سياسيٍ شعبي، محلي دولي، قاد في نهاية المطاف الى إخراج المحتلّ السوري من لبنان في نيسان 2005. ومع ان المطلوب اليوم ليس تحرير الارض، بل تحرير القرار والشرعية اللبنانيين، تماما كما قال الراعي – بحيث لا يعودا خاضعين لفريق يسيطر عليهما بقوة السلاح، والاخطر انه يستخدم فائض قوّته هذا ليضع لبنان في محور اقليمي ضد آخر ما وضعه في عزلة عربية وخليجية ودولية – رغم ذلك، تقول المصادر انه وللوصول الى النتيجة المتوخاة، وكي لا يكون نداء الراعي “صرخة في واد”، لا بد من اتّباع خريطة الطريق عينها التي سلكها البطريرك مار نصرالله بطرس صفير.

فهو لم يكتف بنداء المطارنة، بل سرعان ما دعّمه بنواة سياسية رعاها الصرح، حملت اسم “قرنة شهوان”، تولّت متابعة الصرخة ومضمونها “عمليّا” واعلاميا، فطافت فيها على عواصم القرار، بالتزامن مع اتصالات أطلقتها رويدا رويدا مع الشركاء في الوطن. فتوسّع بيكار داعمي اخراج السوريين من مسيحي، الى مسيحي – سني – درزي وأتت انتفاضة الحرية عام 2005 غداة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، لتتوّج هذا النضال الاستقلالي كلّه.

اليوم، الارضية السياسية والشعبية الحاضنة لمواقف الراعي جاهزة. ولم يكن أدلّ اليها من الزحف السياسي والدبلوماسي الى الصرح، في الايام الماضية، دعما وتأييدا. من الرئيس امين الجميل، فوفد الجمهورية القوية، وصولا الى الى الرئيس سعد الحريري فالرئيس فؤاد السنيورة على رأس وفد من هيئة متابعة مؤتمر الأزهر، مرورا بالسفير السعودي وليد بخاري.

المطلوب اذا من بكركي ان تواصل ما بدأته والا تكتفي بما جاء في العظة. وبحسب المصادر، لا بد لسيّدها كي يضيف اسمه الى لائحة البطاركة العظام الذين اسسوا هذا الكيان وحموه في المفترقات، ان يواصل الدفع لتحييد بيروت عن الاشتباك الاقليمي الذي يدفع ثمنه اللبنانيون باهظا. وهذا يحصل، بتشكيل نواة سياسية، تكون شبيهة بقرنة شهوان، عابرة للطوائف اذا جاز القول، تكثّف الجهود لتحقيق المهمّة. كما ان زيارة البطريرك الراعي المرتقبة الى الفاتيكان قد تشكّل دفعا قويا لهذا المسار خاصة وان الكرسي الرسولي لا يخفي حرصه على استقرار لبنان وموقعه الاستراتيجي التاريخي. ويمكن لهذه المحطة ان تكون الاولى من ضمن جولة خارجية يقوم بها سيّد الصرح او اي فريق ينتدبه، تشمل عواصم القرار الكبرى من واشنطن الى باريس، مرورا بنيويورك، وصولا الى الرياض، لحشد الدعم الدولي للحركة “السيادية” التي يشهدها لبنان.

المعركة ليست سهلة، تختم المصادر، خاصة وأن الموازين السياسية في الداخل “طابشة” لصالح الطرف “الممانع”، لكن لا بد من الكفاح لأن لبنان على شفير الانهيار ان لم يكن انهار …