IMLebanon

تفجيرات ايران الغامضة: رسائل ضغط ام عدم إستقرار داخلي؟

شهدت إيران في الأسبوعين الماضيين سلسلة انفجارات وحرائق هزّت منشآت عدة ومواقع عسكرية وصناعية بينها منشأة نطنز الأساسية في برنامجها النووي ومنشأة بارشين المحورية في برنامجها الصاروخي. وآخر حدث في المسلسل حصل غرب طهران ليل الخميس-الجمعة، وتضاربت المعلومات الرسمية حول الإنفجار الذي استهدف مستودعات صواريخ دقيقة اذ اكدته وكالة مهر ونفته وكالة فارس.

وبدا لافتاً توقيت هذه التفجيرات التي وقعت في مواقع عسكرية ومصانع نووية قريبة من العاصمة طهران، في مقابل تكتم درجت عليه القيادة الإيرانية في التعامل مع تطورات مماثلة بإستثناء تصريح رئيس منظمة الدفاع المدني الإيراني غلام رضا جلالي، الذي اشار الى “ان طهران لا تستبعد عملا تخريبياً من قبل مجموعات المعارضة أو هجوما سيبرانيا من قبل الولايات المتحدة”، في حين اعتبر مسؤولون إيرانيون آخرون “أن الانفجارات نتجت عن هجمات تقف وراءها إسرائيل”.

وتأتي هذه التفجيرات “الغامضة” في وقت تزداد الضغوط الاميركية على طهران وحلفائها في المنطقة بسبب مشروعها التوسّعي في مقابل تصاعد لهجة الاوروبيين حيال ايران بسبب برنامجها النووي وإنتهاكاتها المُعلنة والخفية لإلتزاماتها النووية وجعلهم الوكالة الدولية للطاقة الذرية تتبنى قراراً يحذّر البلد الرافض لإخضاع موقعين مشبوهين للتفتيش، وهو ما جعل موقف الأوروبيين أقرب من أي وقت من الموقف الأميركي إزاء الأنشطة الإيرانية المشبوهة.

وفي الاطار، وضعت اوساط دبلوماسية غربية عبر “المركزية” ما تتعرض اليه ايران في خانة الضغط  الدولي عليها الآخذ في الإرتفاع، علماً ان ايران تضع هذه الانفجارات في اطار الخطأ الفني تماماً كما تعاملت مع حادثة الطائرة الاوكرانية التي تحطّمت منذ اشهربصاروخ في اللحظة نفسها التي كانت تضرب فيه القوات الايرانية مواقع عسكرية تابعة للولايات المتحدة الاميركية في العراق ردّاً على مقتل قائد فيلق القدس قاسم سليماني قرب مطار بغداد مطلع العام”.

الا ان اوساطاً دبلوماسية اخرى خالفت هذه النظرية ووضعت الانفجارات في سياق الاستهداف للسياسة الايرانية القائمة وتدخلها في شؤون الدول واتّهامها بزعزعة الاستقرار في بعض الدول العربية”.

ولفتت الى “ان ما جرى في ايران انعكس على الوضع السياسي وعلى علاقة مجلس الشورى بالحكومة  وتعرّض وزير الخارجية محمد جواد ظريف الى حملة شرسة من قبل النواب كما حمّل النواب الرئيس حسن روحاني مسؤولية الازمة الاقتصادية القائمة، حيث تخطى سعر الدولار مقابل الريال معدّلات غير مسبوقة”.

على اي حال، ومهما إختلفت القراءات لخلفيات التفجيرات الغامضة التي هزّت طهران في الاسبوعين الاخيرين، يبقى الثابت أن هنالك عدم استقرار امني وسياسي واقتصادي في الجمهورية الاسلامية يُنبئ بتحرّك شعبي لم يعد بعيداً بعدما تبين ان ما يجري يشبه الحرب والنار تحت الرماد، خصوصا وان الوضع المعيشي والاجتماعي في ايران في حال اضطراب زاد من طينته بلّة الانتشار السريع لوباء كورونا المستجدّ الذي يحصد مئات المصابين يومياً، وهذه الامور كلّها قد تُشكّل وقوداً لحرب داخلية قد تبدأ بحراك شعبي، لاسيما مع زيادة ضغط العقوبات على ايران وإشتداد خناق الحصار الاقتصادي والمالي عليها”.