IMLebanon

مركز الرّعاية الصحيّة في جبيل.. خدمة شبه مجانية للمواطنين

تقرير آية يونس:

بعد زيادة الأسعار في القطاعات كافة بسبب ارتفاع سعر صرف الدولار مقابل الليرة اللبنانية، ظهرت تداعيات الأزمة المالية والنقدية وما ترافق معها من مفاعيل أزمة انتشار فيروس كورونا تظهر بوضوح على القطاع الصحي في لبنان بكافة مؤسساته وفروعه، وآخر القرارات كان بإصدار نقابة الأطباء قرارًا يقضي بتعديل قيمة الحد الأدنى لبدل المعاينات الطبية التي توزعت بين 70 الف ليرة لبنانية لمعاينة الطبيب العام و100 الف ليرة لبنانية لمعاينة الطبيب الإختصاصي.

وفي ظلّ كلّ هذه الظّروف، ازداد عدد المستفيدين من معاينات مراكز الرّعاية الصحيّة الأوّليّة، لما تقدّمه من خدمات صحيّة شبه مجّانيّة.

أمّا مركز الرعاية الصحية الأوّلية التابع لوزارة الصحة وبالتعاون مع بلدية جبيل-بيبلوس، فيسعى جاهداً عبر الطبيب شوقي الحلو، رئيس قسم الصحّة في المركز المكلّف من قبل الوزارة في إدارته، الى تطوير المركز، والسّعي الى تحسين مستوى الخدمات من خلال التواصل الدائم مع وزارة الصحّة والتنسيق معهم باستمرار ومع البلديّة في كلّ ما يخصّ الخدمات الطبيّة، من لقاحات للأطفال وفحوص العامّة وفحوص نسائية شاملة وصور صوتيّة وفحوص عيون وأسنان وغيرها من الخدمات الصحيّة إضافة الى تأمين ماكينات طبيّة حديثة.

يزور المركز حوالي 30 طبيباً من الاختصاصات كافّة، وهناك لجنة وصاية عليه تتابع أعماله وتدعمه،  وتضمّ أطبّاء ومتطوّعين وموظّفين يهتمون بشؤون المركز، كما ويتعاون المركز مع جمعيّة “اللجنة الطبيّة الدّوليّة” (IMC) ، تساهم بجزء كبير من تكاليف المعاينات والصّور الصّوتية وفحوص الدمّ لتصبح شبه مجّانيّة، اي بتكلفة 3000 ليرة لبنانية فقط لمن لديهم مشاكل صحيّة. أمّا الذين يزورون المركز من باب الإطمئنان على صحّتهم، فيدفع 50% من قيمة الفحوص في المختبرات المتعاقدة مع المركز والموجودة في جبيل أيضاً.

لقاحات الأطفال

يؤمّن المركز الصحّي لقاحات مجانية للاطفال مصدرها مباشرة من وزارة الصحة توضع في برّادات تعمل على الطاقة الشمسية لكي لا تتأثر اللقاحات بانخفاض الحرارة وتتعرض للتلف عند انقطاع التيّار الكهربائي في ظلّ التقنين الحاد في التغذيّة اليوميّة خلال الفترة الأخيرة. ويزور المركز يوميّاً طبيب أطفال لتأمين أكبر عدد من الخدمات.

الطبّ النسائي

يزور المركز أطباء نسائية وتوليد 5 أيام في الأسبوع، ويقومون بالفحوص النسائية كاملة من صور صوتيّة إلى فحوص مسحة عنق الرحم ويتابعونحالات الحمل مع النساء.

طبّ الأسنان

استحدث المركز كرسي لطبّ الأسنان بمواصفات ومعايير تقنيّة حديثة، مقدمة من قبل وزارة الصحّة، وبسبب تفلّت الدولار، وحّد المركز تسعيرة خدمات طب الأسنان الى سعر الكلفة، لمساعدة المواطنين وتخفيف الأعباء عنهم.

طبّ العيون

استبدل المركز جهاز فحص العيون أو ما يسمّى بـ “مقياس مجال الرؤية” بآخر أكثر تطوّرًا من تقديم وزارة الصحّة أيضًا، ويبدأ تشغيله بعد حوالي الأسبوعين، كما يقدّم المركز نظّارات مجّانيّة لمن هم دون عمر الـ18، ويعانون من مشاكل في النظر وذلك بعد فحصهم في المركز من قبل الأطباء المختصّون في هذا المجال.

طبّ الأذن والأنف والحنجرة

يقوم أطباء المركز بتخطيط السّمع وفحص الأنف والحنجرة، ولمن لديه ضعف سمع بنسبة تقلّ عن 50% وهو دون سنّ الـ 65، يقدّم المركز لهؤلاء الأشخاص سمّاعات مجّاناً.

الطبّ الداخلي

يقوم الأطباء المتخصصون بأمراض الطب الدّاخلي أو الباطني بالعناية بكلّ الأمراض والاضطرابات الصّحيّة لجهاز التّنفس والقلب والدّورة الدّموية والجهاز الهضمي والكليتين ومجاري البول والدّم والأعضاء والإفرازات الدّاخلية وجهاز المناعة الالتهابيّة والمعديّة وكذلك التسمّمات وكلّ ما له علاقة بالتشخيص الداخلي لجسم الإنسان، ويوجد في المركز جهاز جديد مجهّز بتقنيّة التّصوير بالموجات فوق الصّوتيّة (L’échographie ) للحوض وبالبطن تعطي صورة دقيقة تسهّل على الطبيب قراءة النّتائج بشكل أوضح.

الأدوية المزمنة

يؤمّن المركز عدد كبير من الأدوية المزمنة بأسعار رمزية ومجّانًا للعائلات التي طرحت أسماءها وزارة الصحّة ضمن مشروعها المعتمد في مساعدة العائلات المحتاجة، فيرسل المركز أسماء المرضى مع ملفّهم الطّبي الى الوزارة، ليصار بعدها الى تأمين الأدوية لهم شهريّاً، علماً أنه لا يمكن أن يستفيد الشخص من هذه الخدمة الّا من مركز رعاية صحيّة أوّلية أو مستوصف واحد فقد.

فحص الـPCR

في ظلّ انتشار وباء كورونا، يحرص العاملون في المركز الى اتّخاذ التّدابير الوقائية اللازمة لحماية أنفسهم وحماية المرضى من أي عدوى من الفيروس، وفي حال كان المريض يعاني عوارض كورونا، جهّز المركز غرفة للعزل عن بقيّة المرضى الى حين إرساله لمستشفى البوار الحكومي وإجراء فحص الـ PCR مجّانًا.

مركز الرّعاية الصحيّة الأوّلية في جبيل، وغيره من المراكز في المناطق اللبنانيّة كافة، أنشأت لخدمة المواطنين بشكل شبه مجّاني، ولكلّ فرد الحقّ في الاستفادة من الخدمات الطبيّة التي يقدّمها الأطباء في هذه المراكز، وخصوصاً في ظلّ هذه الظروف الصعبة التي تمرّ علينا في لبنان. حان الوقت لمراجعة حساباتنا، وتغيير نمط الحياة الذي كنّا نعيشه، لأن الحلول دائماً موجودة لمن يبحث عنها.