IMLebanon

محور “الحزب” يسعى لتطويق “حراك الراعي”

رصد مراقبون حملة بدأها «حزب الله» وحلفاؤه لتطويق الحراك الذي أطلقه البطريرك الماروني بشارة الراعي لتحييد لبنان عن المحاور، والذي جاء في وقت تمكّن حلفاء إيران من الاستيلاء على المناصب الرئيسية بالدولة، بما في ذلك الرئاسات الثلاث، مما وضع لبنان في مرمى حملة الضغوط الأميركية القصوى على طهران.

وضع البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الإصبع على الجرح من خلال دعوته الى تحييد لبنان عن صراعات المنطقة وتطبيق قرارات الشرعية الدولية. ومع أن رقعة التأييد لإعلان الحياد تتوسّع سياسياً وشعبياً إذ كشفت مصادر سياسية لـ«الجريدة»، أمس، أن «وفوداً من مختلف المناطق والطوائف ستتقاطر إلى الديمان بعد غد لإعلان تأييدها لمواقف الراعي»، يبدو أن جهود الفريق الممانع («حزب الله» وحلفاؤه) في البلاد ستتواصل في الأيام المقبلة لتنفيس مبادرة الراعي وتطويقها.

وقالت مصادر متابعة، إن لقاء الراعي برئيس الجمهورية أمس الأول «قطع الشك باليقين، فبعبدا لا تؤيّد الطرح الذي يحمله البطريرك والمعلومات التي عممها قصر الرئاسة الأولى أزالت أي التباس بتأكيدها ألا خلاف بين الرجلين بل تفاوت في وجهات النظر، وبإصرارها على التأكيد أن رئيس الجمهورية يشترط تأمين توافق داخلي على أي مبادرة، ليسير بها».

وأشارت المصادر إلى أن «الرئيس ميشال عون بإصراره على التوافق يعني أنه غير موافق على مبادرة الراعي».

وتابعت أن زيارة السفير الإيراني في بيروت محمد جلال فيروزنيا إلى الديمان أمس، والزيارة المرتقبة لرئيس الحكومة حسان دياب إلى الصرح البطريركي نهاية الأسبوع أيضاً في هذه الخانة.

ولفتت المصادر إلى «الحملة المنظمة عبر مواقع التواصل الاجتماعي (مجموعات تابعة لحزب الله) ضد مواقف الراعي تحت عنوان راعي العملاء متهمة إياه بترويج حياد لبنان عن الصراع العربي-الإسرائيلي». وتساءلت المصادر: «كيف ستتعاطى بكركي مع المعطيات الجديدة هذه؟ وهل سيتمكّن الراعي رغم كل الحملات من صون طرحه، والمضي فيه قدماً حتى يؤتي ثماره مع استعداده (الراعي) لبدء تسويق طرحه دولياً من بوابة الفاتيكان التي يحط فيها خلال الأسبوعين المقبلين للقاء الحبر الأعظم البابا فرنسيس».