IMLebanon

البابا فرنسيس خارج الفاتيكان وزيارة الراعي مؤجّلة!

ككرة الثلج، تكبر مروحة المويّدين لنداء البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي بحياد لبنان ومناشدته رئيس الجمهورية ميشال عون فكّ الحصار عن الشرعية والقرار الوطني.

منذ ذلك النداء في عظة الاحد، تحوّل المقرّ الصيفي للبطريركية المارونية محجاً سياسياً وشعبياً دعماً لمن أعطي له مجد لبنان ولمن كان على مرّ تاريخ لبنان الحديث في طليعة رسم استحقاقات وطنية بدءاً من اعلان لبنان الكبير الذي يحتفل لبنان بمؤيته في ايلول المقبل، مروراً بـ”اللاءين” اللتين رفعهما الميثاق الوطني في العام 1943 (لا شرق ولا غرب) ووصلاً الى إتّفاق الطائف الذي أعاد الدولة ومؤسساتها الى الطريق السليم بعد حرب داخلية انهكتها وقطّعت أوصالها.

ولن يبقى نداء الراعي محصوراً بالحدود السياسية اللبنانية الضيّقة بل سحمله البطريرك الراعي في جعبته متنقّلاً بين عواصم القرار المؤثّرة بالشأن اللبناني من أجل حشد الدعم الدولي له إنطلاقاً من ان نظام الحياد بمفهوم القانون الدولي يحتاج الى قرار دولي يُترجم الموافقة على تحييد البلد عن الصراعات القائمة.

وفي الاطار، يستعد البطريرك الراعي لزيارة الفاتيكان حاملاً مشروع حياد لبنان من اجل الحصول على “بركة” البابا فرنسيس للإنطلاق الى عواصم القرار مسوّقاً حياد بلاد الارز. غير ان هذه الزيارة لن تحصل في المدى القريب كما نقلت اوساط سياسية مطّلعة لـ”المركزية”، وذلك بسبب تواجد الحبر الاعظم خارج الفاتيكان، وتحديداً في المقر الصيفي في قصر كاستل كوندولفو في ضاحية روما، وهو لن يعود الى الفاتيكان قبل نهاية اب كما في كل عام”.

لذلك، استبعدت الاوساط “ان يزور الراعي الفاتيكان قبل النصف الثاني من الشهر المقبل او مطلع ايلول حتى يُنهي الاتصالات لتسويق مبادرة “الحياد” داخلياً وخارجياً، خصوصاً ان بعض المواقف السياسية المعارضة لنداء الراعي بدأت عملية “تجويف” مفهوم الحياد بالقول انه يحتاج الى توافق داخلي وان لا حياد بوجود عدو متربّص على حدودنا، وتحديات داخلية مثل “قنبلة” النازحين السوريين واللاجئين الفلسطينيين”.

واوضحت “ان الراعي سيوسّع مروحة لقاءاته في اتّجاه المرجعيات الدينية من اجل توسيع بيكار المؤيّدين لحياد لبنان وتحويله مطلباً وطنياً عابراً للطوائف والمذاهب. ولهذه الغاية، سيزدحم جدول لقاءات الراعي بزيارات لمسؤولين روحيين، منهم بطاركة الارثوذكس والكاثوليك والارمن الارثوذكس والكاثوليك وغيرهم من المرجعيات المسيحية على ان يوسّع اطار مشاوراته مع عدد من القيادات والسياسيين والمراجع لشرح الحياد وأثاره الايجابية على لبنان ليعود الى زمن البحبوحة والازدهار كما يقول”.

ومع ان حزب الله وحلفاءه، خصوصاً العهد والحكومة ابديا عدم حماستهم للحياد لاسباب مرتبطة بمشروعهم السياسي، وهو ما ترجموه بالاشارة الى الصراع العربي-الاسرائيلي وان لبنان لا يُمكن ان يقف على الحياد من هذا الصراع-مع ان البطريرك الراعي حرص على التأكيد ان الحياد لا يشمل القضية المركزية للعرب، اعتبرت الاوساط السياسية “ان “حجّة” هذا الفريق غير مُقنعة، خصوصاً ان الراعي اوضح الامر من بعبدا وفي اكثر من مناسبة، الا ان مشروع الحزب يتناقض مع الحياد لانه مُنخرط بصراع اقليمي الى جانب ايران ضد محيطه العربي. فهو إنقلب على “اعلان بعبدا” وبعده سياسة النأي بالنفس، فكيف بالحري بـ”الحياد”؟