IMLebanon

لقاء الراعي ووفد التيار.. ايجابيات وتثمين بطريركي!

ابواب الصرح البطريركي المفتوحة للجميع، كما يؤكد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، تكاد لا تقفل حتى اواخر الليل بفعل زحمة الزوار. منذ عظة الاحد الشهيرة قبل اسابيع حينما اعلن سيد الصرح عن مشروع الحياد الذي احدث هزة  في البلاد وقسم القوى السياسية بين داعم ومؤيد وبين رافض ومتحفظ  وبين فريق ثالث يصح فيه توصيف “ما بين بين” يحاول ان يوازن بين موجبات الداخل التوافقية وضرورة الحياد. كلام الراعي الساهر على الوطن والباحث عن سبل انقاذه خلافا لما حاولت تصويره الجيوش الالكترونية المناهضة لحياد لبنان، يكاد يكون الاجرأ منذ تسلمه سدة البطريركية المارونية، فهو لطالما تجنّب الخوض في الشؤون الانقسامية لا سيما ما يتصل بسلاح حزب الله، الا انه انتقل من مربع “التجنّب” الى الموقف الصريح بفعل ما بلغته احوال البلاد من تدهور دراماتيكي يهدد الكيان والمصير ، فناشد رﺋيس اﻟجمهورﯾﺔ ميشال عون اﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ فكّ اﻟﺤﺼﺎر ﻋﻦ اﻟﺸﺮﻋﯿﺔ وطالب الدول اﻟصدﯾﻘﺔ باﻹﺳﺮاع إﻟﻰ ﻧجدة ﻟﺒﻨﺎن، متوجها إﻟﻰ اﻷﻣم اﻟﻤﺘحدة ﻟﻠﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ إﻋﺎدة ﺗﺜﺒيت إﺳﺘﻘﻼل ﻟﺒﻨﺎن ووحدته، واعلان حياده، وتطبيق اﻟﻘﺮارات الدوﻟﯿﺔ”.

وكما الرؤساء والقادة والوفود الرفيعة المستوى الذين امّوا الصرحين الصيفي والشتوي دعما للموقف البطريركي وتأييدا لكل جهد يبذل في هذا الاتجاه من اجل انقاذ لبنان، كذلك فُتحت ابواب الديمان للمتحفظين والرافضين ضمنا ممن اعتبروا انفسهم مستهدفين عن قرب او عن بعد بالكلام البطريركي. الزيارة الاولى من الجهة المناهضة كانت للسفير الايراني محمد جلال فيروزنيا الذي اجتمع مع البطريرك الراعي في الديمان، في رسالة واضحة الى ان بلاده التي اكد انها لاتتدخل في شؤون لبنان، غير معنية  لا بالدعوات إلى الحياد، ولا بالاستهداف الالكتروني للبطريرك الذي اطلق حملة “راعي العملاء”،علما ان امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله لم يقل كلمته بعد في ما يتصل بالحياد.

وحده تكتل “لبنان القوي” الذي زار رئيسه النائب جبران باسيل والنائب ابراهيم كنعان والوزير السابق منصور بطيش السبت الماضي، قارب ملف الحياد من زاوية مختلفة عن المؤيدين والمناهضين عاكسا وجهة النظر الرئاسية في الشأن، اذ اشار باسيل الى “ان الحياد هو تموضع استراتيجي، خيار اذا اتخذناه يجب التأكد من إمكانية تطبيقه وملاءمته للواقع …ولامكانية تطبيقه هناك ثلاثة عوامل اولا التوافق الداخلي لانه لا يمكن ان يكون بالفرض او بالصراع بل بالاقناع والحوار الوطني. ثانيا تأمين مظلة دولية ورعاية خارجية كاملة لتأمين احترام الحياد وتطبيقه من قبل الدول وهذا يتطلب وضعية قانونية معترف بها من قبل الامم المتحدة على غرار عدة دول تعتمد هذا الامر. ثالثا وهو الاهم وجوب اعتراف الدول المجاورة وتسليمها بهذا المبدأ واحترامه وتطبيقه من خلال إخراج عناصر الخارج المتفجرة في الداخل اللبناني وهنا أعدد خمسة منها أولا احتلال الارض من قبل اسرائيل.الارهاب المنظم الموجود في لبنان من الخارج وترسيم الحدود كي نستطيع العيش دون خلافات مع الجوار ورابعا موضوع النازحين السوريين الذي يشكل عنصرا خارجيا متفجرا في الداخل وخامسا الوجود الفلسطيني في لبنان”. من جهته قال النائب كنعان ردّاً على سؤال عمّا إذا كان يؤيّد موقف الراعي الحيادي: “ليه بدّا سؤال؟”.

وفيما اعتبر البعض كلام باسيل سلبيا يقطع الطريق على تطبيق الحياد، ما دام ربَطه بالاحتلال الاسرائيلي والارهاب والوجودين السوري والفلسطيني، قالت مصادر عليمة في التيار اطلعت على مداولات اللقاء عن كثب لـ”المركزية” ان البطريرك ثمن كلام باسيل، لا بل اعتبره خريطة طريق عملية لتحقيق الهدف المنشود، اذ انه وصّف بدقة مجموعة العوامل الخارجية الممكن ان تحول دون تطبيق الحياد وضرورة معالجتها من خلال التوافق الوطني. واذ اكدت ان البطريرك الماروني كان مرتاحا جدا لاجواء اللقاء مع الوفد، نفت نفيا قاطعاً ما اشيع عن ان باسيل وضع شروطا للحياد، موضحة ان من يتطلع الى وضع هذا المشروع موضع التنفيذ يتوجب ان يرسم اولا مخططا يقود الى الهدف ولا يكتفي بأطلاق المواقف فقط.