IMLebanon

زيارة لودريان اتسمت ببعد إقليمي.. وجملة أسئلة بلا أجوبة

كتب عمر حبنجر في صحيفة “الأنباء الكويتية”:

بين مطرقة الوضع المالي المتدهور، وسندان فيروس «كورونا» المتسع الانتشار، تطل تحذيرات أمنية من الجنوب، وتعزيزات عسكرية اسرائيلية على مشارف الحدود، تقابلها تهديدات من حزب الله بالرد، تزامنا مع تجديد طلاء شعار الصليب الأحمر على سطوح مقراته والمكاتب في «اجراء روتيني» كما بررت قيادة الصليب الاحمر في لبنان.

ويأتي هذا في اعقاب استهداف اسرائيل مواقع في الجولان السوري، سبقها اعتراف حزب الله بمقتل احد عناصره في غارات اسرائيلية على جنوب دمشق، ثم جاء اعتراض مقاتلات اميركية لطائرة ركاب ايرانية متجهة الى بيروت في الاجواء السورية، ليرفع مستوى ما حصل الى درجة الانذار.

وفي المسار ذاته ادعى مسؤول عسكري اسرائيلي ان حزب الله يولي اهتماما بمهاجمة منصات الغاز الاسرائيلية في البحر المتوسط.

وقد لاحظت مصادر لبنانية متابعة، ان زيارة وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان الى بيروت، اتسمت ببعد اقليمي اساسي، فالصراع الايراني – الإسرائيلي حول سوريا، هو المسبب لحصار لبنان، وهناك موضوع التمديد للقوات الدولية «اليونيفيل»، حيث لبنان يريد استمرار هذه القوات عديدا ومهمات، فيما الولايات المتحدة ومن خلفها اسرائيل تريد خفض العديد وتعديل المهام، ليصبح بوسعها إجراء مداهمات في القرى والبلدات، الأمر الذي يرفضه حزب الله ومن خلفه الحكومة.

ولا يمكن تجاهل يوم السابع من آب المقبل موعد صدور الحكم بجريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه، في المحكمة الدولية في لاهاي. وهناك دعوة البطريرك بشارة الراعي لحياد لبنان، فضلا عن الانتخابات الرئاسية الأميركية التي يخشى معها من إشراك جنوب لبنان وربما لبنان بأسره في هذه الانتخابات عن بعد، وعبر صناديق اقتراع متفجرة.

ورأت مصادر متابعة في زيارة وزير الخارجية الفرنسية إلى لبنان جزءا من دعوة الحياد لهذا البلد التي أطلقها الراعي وايدته فيها كافة الأطراف السيادية، لكنه ترك جملة أسئلة بلا أجوبة أولاها أنه بعد الجولة الرسمية خص البطريرك الماروني بزيارة ومثله مؤسسة عامل الواقعة في حارة حريك، حيث معقل حزب الله، ولو بصورة عابرة، ما خلق انطباعا لدى هذه المصادر بأن فرنسا رغم أوجه التلاقي معها في السياسة والثقافة، لم توحد نظرتها الى كل اللبنانيين كسواسية وطنية.

ومع ذلك، فإن زيارة لودريان التي كانت مرتقبة من الرئيس إيمانويل ماكرون احدثت الصدمة التي تحدث عن سعيه إليها في مجلس خاص، وقد نقلت قناة «ام، تي، في» عنه قوله: «الصدمة ضرورية مع مثل هذه السلطة».

اما عن فيروس كورونا، فإنه مازال يتمدد في لبنان، وبقفزات واسعة من يوم الى آخر، وقد اطلق وزير الصحة حمد حسن النفير بسبب مخاطر عدم استيعاب المستشفيات الحكومية، في وقت اعلن فيه نقيب المستشفيات الخاصة سليمان هارون ان هذه المستشفيات باتت مجبرة على عدم استقبال سوى الحالات الحرجة.

وبعد بلوغ العدد التراكمي للإصابات الى 3407 حتى صباح السبت، فقد قررت لجنة متابعة التدابير الوقائية الاقفال المؤقت لمدة اسبوع لعدد من القطاعات وتشمل الحانات والنوادي الليلية والحفلات الفنية والسياحية والمناسبات الدينية والاجتماعية والمسرحية، باستثناء الأعراس الملتزمة بالإجراءات.

وانضم الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الى المحذرين من الكورونا عبر فيديو ظهر فيه وهو يضع كمامة، وفيه يقول: «بالصبر والمقاومة والتحمل والثقة بالله والتوكل على الله والدعاء والتوسل والعمل والاجراءات واتباع العقل والعلم والضوابط ننتصر في هذه المعركة».