IMLebanon

دعوة الراعي إلى الحياد تجمّد علاقته بـ”الحزب”

كتبت بولا أسطيح في صحيفة “الشرق الأوسط”:

رغم إصراره على عدم التعليق على دعوة البطريرك الماروني بشارة الراعي إلى حياد لبنان، وترك قيادة النقاش حول هذا الموضوع لحلفائه المسيحيين، وأبرزهم رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، ورئيس تكتل «لبنان القوي» جبران باسيل، لا يبدو «حزب الله» متجاوباً مع هذه الدعوة.

وتتولى لجنة مشتركة تضم ممثلين عن البطريركية المارونية والحزب، الخوض في نقاشات شتى لتقريب وجهات النظر بين الطرفين منذ تسعينات القرن الماضي. وقد فعَّلت نشاطها بعد تولي البطريرك الراعي هذا المنصب، باعتبار أن علاقة البطريركية المارونية و«حزب الله» ساءت جداً في عهد البطريرك الراحل نصر الله صفير، نظراً لمواقفه الصريحة من الحزب وسلاحه والنظام السوري.

ولا يبدو أن هذه اللجنة بصدد الاجتماع قريباً رغم تأكيد الطرفين أن لا شيء يمنع ذلك، باعتبار أن امتعاض «حزب الله» الذي عبَّر عنه جمهوره بوضوح على مواقع التواصل الاجتماعي، قد يؤخر لقاء الفريقين حتى تتضح الصورة.

ويؤكد النائب البطريركي المطران سمير مظلوم، أن اللجنة المشتركة مع «حزب الله» قد تجتمع في أي ساعة، مشدداً في تصريح لـ«الشرق الأوسط» على أن لا سبب لوقف اجتماعاتها أو وقف الحوار، لافتاً إلى أن التواصل مع «حزب الله» أو غيره يتم من منطلق أن بكركي (مقر البطريركية المارونية) منفتحة على الجميع. وينفي مظلوم أن تكون دعوة الراعي للحياد تستهدف «حزب الله»، موضحاً أنه «اقتراح يستفيد منه كل اللبنانيين دون استثناء، يسعى من خلاله الراعي لتقريب وجهات النظر بين الفرقاء، والأهم إيجاد مخرج للأزمة التي تتخبط فيها البلاد»، لافتاً رداً على سؤال إلى أنه لم يكن هناك مجال بعد لعرض الاقتراح على «حزب الله» واستمزاج رأيه.

وبحسب معلومات «الشرق الأوسط»، فإن اللجنة المشتركة بين «حزب الله» وبكركي عقدت آخر اجتماع لها قبل نحو 4 أشهر، علماً بأن لا مواعيد محددة لعقد اجتماعاتها. وتوضح مصادر قريبة من الحزب أنها كانت تجتمع كل 15 يوماً أو كل شهر أو 3 أشهر، لافتة في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أنه حتى الساعة لا يبدو أن هناك اجتماعاً قريباً لهذه اللجنة. وتضيف المصادر: «العلاقة إجمالاً جيدة مع بكركي، وهناك زيارات وتواصل واتصالات ونقاش معمق حول كثير من القضايا، بحيث يتم تبادل وجهات النظر وطرح الطرفين أسئلة وحصولهما على أجوبة من القيادات حول كثير من الاستفسارات؛ لكننا اليوم نفصل بين العلاقة الإيجابية مع بكركي وبين طرح الحياد الذي نفضل عدم التعليق عليه».

ويشير الكاتب والمحلل السياسي، المتخصص في شؤون «حزب الله»، قاسم قصير، إلى أن الحزب اتخذ قراراً بعدم التعليق حالياً بشكل رسمي على دعوة الراعي: «وذلك من أجل الاطلاع أكثر على المشروع، ولأنه لا يزال طرحاً عاماً، من هنا ترك لرئيس الجمهورية ورئيس الحكومة وحلفائه، كالوزير جبران باسيل، والوزير الأسبق سليمان فرنجية، وغيرهم من القوى السياسية والحزبية، التعليق على الطرح ومتابعة الحوار مع بكركي».
ويعتبر قصير في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «الحزب يستكمل المعطيات، ويريد معرفة أبعاد ما يطرح وعلاقته بالضغوط الخارجية، أضف أنه يعطي الأولوية اليوم لمتابعة الهم المعيشي والاقتصادي»، مرجحاً أن يكون لأمين عام الحزب حسن نصر الله إطلالة في ذكرى نهاية (حرب تموز) في الثالث عشر من آب المقبل، قد يكون له خلالها مواقف من التطورات بعد أن تكون المعطيات قد اكتملت».

وليست هذه المرة الأولى التي تشهد فيها علاقة الطرفين نوعاً من الاهتزاز، إذ ساءت هذه العلاقة في عام 2014 مع قرار الراعي زيارة القدس لملاقاة البابا فرنسيس. ونبه «حزب الله» في ذلك الوقت الراعي شخصياً إلى مخاطر وتداعيات زيارته، والتي كانت الأولى من نوعها لبطريرك ماروني إلى القدس، منذ إعلان دولة إسرائيل عام 1948.