IMLebanon

ما بعد بيان المطرانية ليس كما قبله

كتب جورج الهاني في صحيفة “نداء الوطن”:

لم يسبقْ في تاريخ مطرانية بيروت للموارنة أن أصدرت بياناً يتعلق بنادي الحكمة الرياضي الذي طالما جاهر وتغنّى بأنه يعملُ تحت عباءة راعي أبرشية العاصمة، وينال بركته ورضاه في كلّ الخطوات التي يقوم بها، حتى بدا للرأي العام الرياضيّ أنّ العلاقة بين الطرفَين منذ أن انطلقت مسيرة الفريق الاخضر باتجاه الألقاب المحلية والعربية والآسيوية مثل “السمنة والعسل”، وانّ المطرانية راضية – بل مبارِكة – لكلّ المهام التي أوكلت الى اللجان الإدارية المتعاقبة على النادي، مع بعض الإستثناءات طبعاً، أبرزها خلال أيام الرئيس الراحل أنطوان الشويري الذي تقدّم باستقالته ثلاث مرّات في عهد المطران خليل أبي نادر، وذلك بسبب إختلافات في وجهات النظر وعدم تجاوب المطرانية مع التطلعات الإحترافية والأهداف الكبيرة التي كان رسمها الشويري لنادي الحكمة، ولم تلتقِ حينها مع نظرة المطرانية وتوجّهاتها الرياضية العامة.

وبالعودة الى واقع الحال اليوم، فإنّ كلّ طرف قال ما عنده، اللجنة الإدارية للنادي تعتبرُ بأنها وضعت إصبعها على الجرح النازف منذ سنوات وقدّمت إستقالة جماعيّة، ومطرانية بيروت “بقّت البحصة” على طريقة “ما من خفيّ إلا وسيظهر”، وإن كان مضمون البيان الذي صدر عنها يُشبه، وكأنّ المطران بولس عبد الساتر وضع قدماً في البور وأخرى في الفلاحة، بمعنى أنه لم يُغلق الباب تماماً في وجه إدارة النادي في حال قرّرت التجاوب مع نداء المطرانية والسير في توجّهاتها، علماً أنّ الرئيس ايلي يحشوشي وزملاءه لم يسلّموا إستقالاتهم الخطّية بعد رسمياً الى وزارة الشباب والرياضة، وبالتالي هي تُعتبر غير نافذة حتى الساعة، وهذا ما سيُتيح المجال أمام قيام إتصالاتٍ ولقاءاتٍ قد تصبّ في مصلحة إعادة المياه الى مجاريها الطبيعية ضنّاً بمصلحة النادي في هذه الظروف العصيبة وحرصاً على فريقه على أعتاب الموسم السلّويّ الجديد.

قد يُبرمُ إتفاق بين الطرفين في الوقت الضائع على قاعدة “لا يموتُ الديب ولا يفنى الغنم”، وأن يتمّ التوافق على أسلوب ونمط عمل يُصلحُ إعتماده وفق ضوابط ومعايير محدّدة تُرضي الجميع ولا تكون على حساب أحد، وقد تمضي الإدارة في قرارها بالاستقالة حتى النهاية، إلا انّ ما هو مؤكّد أنّ نادي الحكمة المُثقل بالأزمات والديون دخل مرحلة جديدة بغضّ النظر عن القرار بفكّ الإرتباط أو عدمه، إذ إنّ ما بعد بيان المطرانية الأخير ليس أبداً كما كان قبله.