IMLebanon

التيار: صامدون وسننتصر!

بدقة وتأن بالغين يتابع التيار الوطني الحر التطورات الدراماتيكية على الساحة اللبنانية، متقلبا على جمر الانهيارات الاقتصادية والمالية التي تحرق البلاد وتضرب عهدا اراده لنقل البلاد الى التغيير نحو الافضل بقدر طموحات ابنائه واصلاح ما افسده دهر السياسيين “الفاسدين”، فلم تسر سفينته وفق ما تشتهي رياحه، حتى بلغت الاوضاع اسوأ احوالها منذ قيام لبنان الكبير.

بغض النظر عن مسؤولية ما آلت اليه الامور، ومن يتحمل “جريمة” اعدام لبنان واللبنانيين بدم بارد، وعلى قاعدة “انما النيات بالافعال لا بالاقوال”اصطدم قطار التيار الوطني الحر والعهد الرئاسي بجدار الفساد، وبات يؤخذ عليه انه لم يحقق شيئا من وعوده الاصلاحية، لا بل انغمس مع المنغمسين في وحول المحاصصات والسياسات الكيدية. فكيف يقارب التيار المرحلة وهل من خطة لمواجهة الآتي، وهو حكما أعظم؟

تقول اوساط سياسية قريبة من التيار لـ”المركزية” ان الوضع في لبنان صعب ومتجه نحو المزيد من الخطورة، وقد يشهد حالا من الفلتان الامني بفعل اشتداد الخناق الاقتصادي على اللبنانيين. لذلك، صدرت التعليمات الى المنسقيات والكوادرالحزبية بوجوب الاستنفار في هذه المرحلة لتقديم العون والمساعدة حيث يجب. فالوقت ليس لليأس، خصوصا للتيار الذي خاض نضالات مريرة وكان الصمود دائما خياره والربح نصيبه. ترى الاوساط ان خلف الازمة بكل جوانبها اياد اميركية تحاصر لبنان لخنق حزب الله، وقد نشهد في المرحلة المقبلة المزيد من الضغوط الاميركية على لبنان لاخضاعنا، الا ان الواجب يقتضي والحال هذه الاستمرار والصمود والمواجهة بالعطاء وحيوية الشباب من دون ترهل او يأس. فقد اثبتت التجارب على مر التاريخ “انهم يذهبون ونحن نبقى لاننا ابناء هذا الوطن، وهو لنا لا يمكن ان نتخلى عنه، مذكرة بكيفية “هروب” الاميركيين من فيتنام. واكدت الايعاز لجمهور التيار بوجوب عدم الاستسلام والهجرة وترك البلاد لمن يرسمون لها مصيرا اسود.

الاوساط اشارت الى ان العلاقة مع حزب الله استراتيجية،على رغم بعض الاختلافات الداخلية خصوصا في ملف مكافحة الفساد، حيث لا يبث الطرفان على الموجة ذاتها، حتى ليمكن القول ان التيار يكافح الفساد وحيدا من بين القوى السياسية. اما سائر الملفات ففيها تقارب كبير لا سيما موضوع النازحين السوريين ووجوب عودتهم الى بلادهم نسبة للعبء الكبير الذي يشكلونه على الوضع الداخلي في ظل الازمة الاقتصادية المالية، ورفض توطين الفلسطينيين.

اما الحكومة، فأفادت الاوساط القريبة من التيار انها تعمل بجد خلافا لكل ما يروّج، وقد حققت انجازات لم تحققها اي حكومة سابقا، منها التدقيق الجنائي في المصرف المركزي، وتعيين مجلس ادارة كهرباء لبنان،ورفع منسوب الرقابة على البضائع من والى لبنان من خلال وضع سكانيرفي المرفأ والمطار،الى عدد من الانجازات الاخرى والقوانين. غير ان انجازاتها لا يجب ان تثنيها عن تحقيق المزيد. فالخطوات الاصلاحية الضرورية كثيرة توجب الاستعجال في تنفيذها، وقد اشار اليها وزير خارجية فرنسا جان ايف لودريان إبان زيارته لبنان وابلغ الحكومة ان ما تقوم به ناقص وتحتاج الى مزيد من العمل والعطاء لمواجهة المرحلة والخروج من الازمة الخطيرة .

لا تخفي الاوساط وجود خشية واسعة داخل التيار ازاء تداعيات المرحلة المقبلة على الوضع الداخلي،وانعكاسه سلبا على المواطنين من انقطاع الكهرباء وفقدان مادتي البنزين والمازوت وما يستتبع ذلك من تداعيات تحمّلها للقطاع المصرفي بالتعاون مع المصرف المركزي. الا انها توضح ان التدقيق الجنائي في مصرف لبنان سيفتح الطريق لمشروع التدقيق في مؤسسات اخرى حصل فيها هدر المال العام، ومن هنا تبدأ فعليا رحلة الاصلاح المنشود.