IMLebanon

هذا سبب غياب الارثوذكس عن القمة الروحية في الديمان!

شغل موضوع الحياد الذي طرحه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الاوساط المحلية والعربية والدولية، وأصبحت الديمان محجاً لكل مؤيد او معارض للتضامن او للاستفسار عن الطرح. وحشد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي تأييداً واسعاً ومن أبرز الزوار وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان، والسفير السعودي وليد بخاري، والسفير الايراني جلال فيروزنيا، كما تتجه الانظار غداً الى اللقاء الذي سيجمع البطريرك بمدير عام الامن العام اللواء عباس ابراهيم الذي يزور الديمان غدا، والذي من شأنه، بحسب المعلومات الصحافية، أن يعبّد الطريق أمام زيارة يقوم بها وفد قيادي من “حزب الله” للقاء البطريرك الماروني، وسط تأكيد على حرص الحزب على إعادة تفعيل التواصل مع بكركي، وترحيبه بالتصريحات الأخيرة للراعي ويرى فيها “منطلقاً أكثر واقعية” للحوار حول مختلف الطروحات.

وكانت بارزة القمة الروحية التي عقدت في الديمان بحضور بطاركة الشرق الذين طالبوا “بتحييد لبنان عن الصراعات وتجنيبه الازمات من التوترات الاقليمية وذلك حرصاً على سلامته العليا والسلم الاهلي”، مشددين على “أن طرح الحياد طرح وطني جامع. فحياد لبنان مشروع سلام لا مشروع حرب ومشروع اتفاق لا مشروع صراع فلبنان غير قادر على البقاء رهينة التجاذبات الخارجية”. وفي حين لبَّى الدعوة البطاركة مار يوسف العبسي بطريرك الروم الكاثوليك، ومار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الانطاكي، وكاثوليكوس بيت كيليكيا للارمن الكاثوليك غريغوار بيدروس العشرين، والمطرانان شاهية بانوسيان ومكاريوس أشقريان ممثلين عن قداسة كاثوليكوس بيت كيليكيا للارمن الاورثوذكس آرام الاول كيشيشيان، بدا لافتاً غياب بطريرك الروم الارثوذكس يوحنا العاشر أو ممثل عنه من دون اي مبرر، وتساءلت الاوساط حول سبب الغياب إذ تبيّن وكأن الارثوذكس لا يؤيدون طرح الحياد، وان الانقسام حوله لم يقتصر على الساحة السياسية فقط، إنما يبدو  انعكس ايضاً على الواقع الروحي”، موضحة “ان البطريرك الراعي حاول عقد لقاء جامع كي يخرج بموقف مسيحي موحد شامل في هذا الاطار، ولكن غياب طائفة الروم الارثوذكس عنه حال دون ذلك”. فما سبب غياب البطريرك يوحنا العاشر؟

نائب رئيس مجلس النواب ايلي الفرزلي أكد لـ”المركزية” “أن البطريرك لم يكن متواجداً في لبنان عند انعقاد القمة، وهو خارج البلاد، والبطريرك الراعي يعلم ذلك، وهذا هو سبب عدم حضوره”. وردا على سؤال حول تفسير البعض غيابه على انه عدم موافقة على طرح الحياد، أجاب: “لا اعتقد ان الامور كذلك، لو كان الامر كذلك، لكان حضر واعطى رأيه، لا مشكلة حول الموضوع”.

من جهته، أوضح النائب السابق مروان ابو فاضل “أن البطريرك لم يأتِ الى لبنان منذ اقفال الحدود السورية اللبنانية، بسبب كورونا، وهذا هو السبب الوحيد لعدم حضور الاجتماع”.

ومع ان متروبوليت بيروت للروم الارثوذكس المطران الياس عودة من اشد المؤيدين للطرح ويكاد يتقدم في مواقفه المعلنة على الاخرين في كل ما يتصل بسيادة لبنان وحياده، فإن الامور قد لا تكون في احسن حال داخل البيئة الروحية الارثوذكسية.

لكن مهما يكن الموقف الارثوذكسي من المشروع الحيادي، يبدو ان بكركي لاقت تجاوباً واسعاً لمشروع الحياد، الامر الذي يزيد البطريرك الراعي إصراراً على تبنيه والسير قدماً به والتأسيس لمرحلة جديدة، وفق ما أشارت المصادر، علّ لبنان يفتتح مئويته الثانية بمستقبل أفضل مبني على الحياد الايجابي الناشط، بعيداً من التجاذبات الاقليمية والدولية، فيلتفت الى بناء دولة المؤسسات ويعود مركزً إقليمياً لأهم الشركات والمنظمات العالمية وصلة وصل بين الشرق والغرب، ويستحق عن جدارة لقب “سويسرا الشرق”.