IMLebanon

باسيل “هشّل” حتّي… فهل يحلّ مكانه؟

حزم  وزير الخارجية والمغتربين ناصيف حتّي “حقيبته الديبلوماسية” وعزم على الاستقالة من حكومة حسان دياب، وسط تأكيد أوساطه أنه “لا يناور ولن يتراجع” ومن المرتقب أن يزور السراي اليوم لتقديم كتاب استقالته رسمياً وشرح موجباته ومسبباته. وإذا كانت مصادر “السراي” عمّمت معلومات إعلامية مساءً تفيد بأنّ رئيس الحكومة سيدعو وزير الخارجية إلى التريث في قراره، فإنّ مصادر “التيار الوطني الحر” سارعت إلى احتواء المشهد بإشاعة أنباء وأجواء مناهضة تؤكد جهوزية البديل في وزارة الخارجية مع تسريب أسماء مستعدة لتولي المهمة من الدائرة العونية وأبرزها المستشار الديبلوماسي في قصر بعبدا السفير السابق شربل وهبي، وذلك بالتوازي مع التلويح بإمكانية الاستفادة من فرصة استقالة حتي لإجراء تعديلات وزارية تقطع الطريق على أي استقالات مشابهة محتملة.

أما في المعطيات المتوافرة حول الأسباب التي دفعت وزير الخارجية إلى الاستقالة، فتؤكد أوساط ديبلوماسية لـ”نداء الوطن” أنها أسباب متعددة ومتشعبة، وتوضح أنّ “كيل حتي طفح من الممارسات السياسية الطاغية على الأداء الحكومي”، مشيرةً إلى أنه “الأجدر بشرح أسبابه لكنّه على الأرجح بلغ مرحلة شعر فيها بانعدام الانسجام بين موقعه الحالي وبين علاقاته السياسية وتاريخه الديبلوماسي”.

وقياساً على تقييمه لأكثر من محطة واجهته في الحكومة وفي قصر بسترس حيث “استشعر بأن وزارة الخارجية أصبحت مهمّشة وتحولت إلى أشبه بالجزيرة المعزولة عن كل عمل ديبلوماسي الأمر الذي راكم المآخذ لديه ودفعه إلى الاستقالة”، تشي المعلومات المستقاة من مصادر موثوق بها بأنّ حتي بات أقرب إلى الخلاصة التي وصل إليها المجتمع الدولي وعبّر عنها من بيروت وزير الخارجية الفرنسية جان ايف لودريان لناحية تأكيده أنّ الحكومة القائمة في لبنان لا تساعد نفسها ولا تتجاوب مع متطلبات المرحلة وتحدياتها، بينما على المستوى الشخصي من القرار فإنّ المصادر تؤشر بالإصبع إلى مسؤولية مباشرة يتحملها رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل في “تهشيل” خليفته عن كرسي الخارجية عبر سلسلة من التدخلات الممنهجة في آلية عمل الوزارة وآخرها في ملف التشكيلات الديبلوماسية الذي يريد باسيل بسط سطوته عليه بكامل تفاصيله، وهو في هذا المجال كان قد دفع باتجاه الخروج عن الآليات المعتمدة لتعيين أكثر من إسم مقرب منه سفيراً لدى عواصم دول القرار لا سيما في واشنطن حيث يصرّ على استباق إحالة السفير غابي عيسى إلى التقاعد بتعيين هادي هاشم خلفاً له.

أما على صعيد مواقف حتي المتصاعدة في الآونة الأخيرة والتي بدت جلياً أنها تغرد خارج سرب المنظومة الحاكمة وخصوصاً في مقاربة مسألة الحياد الإيجابي وغيرها من المسائل السياسية والسيادية والديبلوماسية، فكشفت المصادر عن أنّ الصاعق الذي فجّر قنبلة الاستقالة تمثل بإقدام رئيس “التيار الوطني” على الاتصال بوزير الخارجية إثر إطلالته التلفزيونية الأخيرة مع الإعلامي مارسيل غانم وتوجه إليه “بعبارات من التأنيب الصريح على المواقف التي أطلقها بلغت مستوى التجريح، فكانت تلك “شعرة معاوية” التي قطعت بين الجانبين ليحسم وزير الخارجية أمره باتجاه تقديم الاستقالة”.

حتّي يحدث صدمة إيجابية.. ونيّة “الرئاسة” عودة باسيل؟

بحسب معلومات “الجمهورية”، فإنّ نية حتّي بالاستقالة حقيقية، فهو يعيش منذ فترة حالة تململ، واستياء من الأداء الحكومي، لجهة تخطّيه كوزير للخارجية اللبنانية.

ويشكو الوزير حتي من اعتباره وكأنه يعمل في مكتب سفريات وليس وزيراً للخارجية، ويزيد الطين بلّة إرسال المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم أخيراً الى الكويت من دون علمه ولا حتى الوقوف على رأيه.

وما زاد في اتّساع كرة الثلج زيارة وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان الى لبنان، حيث لم يكن لحتّي أي دور او حضور فعلي فيها، ولا حتى أي تشاور في أي مسائل محددة، ليُطلب من حتّي لاحقاً “ترقيع” مواقف رئيس الحكومة حسان دياب الأخيرة بحق الوزير الفرنسي. هذا، وبحسب معلومات «الجمهورية»، يشكو حتّي من وجود وزير ظلّ في الخارجية، حيث أنّ “جماعة” جبران باسيل يتحكمون بمفاصل القرار.

وفيما توقعت مصادر متابعة للقضية عدم قبول استقالة حتّي، أوضحت لـ”الجمهورية” انّ ما يحاول القيام به وزير الخارجية هو إحداث صدمة إيجابية للعودة إلى الوزارة بشروطه، وبالتالي، ارتباط الاستقالة بوجود قرار سياسي بفرط الحكومة أمر مستبعد.

وذكرت المصادر لـ”الجمهورية” أنّ اوساط الرئاسة الأولى، كما تردّد، كانت تميل الى تأييد موقف حتّي بالاستقالة، من اجل المجيء بجبران باسيل مكانه، لكن استبعدت المصادر “السماح بهذا السيناريو، لأنه يحتاج إلى تعديل دستوري، مما يخلق بلبلة في الوسط السياسي، لأنه سيعيد الأمور إلى النقطة صفر، خصوصاً انّ عودة باسيل ستحتّم في المقابل مطالبة الأطراف السياسية الأخرى بعودة وزرائها السياسيين، أمثال علي حسن خليل وغيرهم”.

مصادر مقربة من “التيار”: حتّي هو وزير اللا موقف!

تنتقد مصادر ديبلوماسية مقربة من “التيار الوطني الحر” قرار حتي ولا تتردد باتهامه “بالهروب إلى الأمام لتنفيذ أجندة خاصة ولطموحات شخصية”، وتقول لـ”نداء الوطن”: “يعلم الجميع كيف دخل وزير الخارجية إلى الحكومة وهو لم يحقق أي إنجاز يُذكر لا في الحكومة ولا في وزارته بل سجّل “صفر انتاجية” وامتهن مسايرة الجميع من دون اتخاذ أي موقف في أي ملفّ، ليصبح لقبه وزير اللاموقف”.

واعتبرت أنّ مقابلته الملتفزة الأخيرة “إنما جاءت تمهيداً لخطوة الاستقالة بغية نفخ حجمه وبيع استقالته بأعلى سعر ممكن وتقديم أوراق اعتماد بذلك لدى المجتمعين العربي والدولي، في حين أنّ خطوة الاستقالة لا تعدو كونها تجسّد تهرّباً واضحاً من المسؤولية وتسجيلاً للبطولات الفارغة من أي مضمون”.