IMLebanon

ما علاقة إسرائيل بتفجير مرفأ بيروت؟

كتب عوني الكعكي في صحيفة “الشّرق”:  

لا نريد أن نستبق التحقيقات، ولكن يجب أن نُعْلم المواطنين عن تصريحات ومعلومات جاءت على لسان مسؤولين إسرائيليين كبار وسفراء، ونترك للقارئ الحكم على صحة هذه المعلومات.. وما هو الترابط بينها وبين ما ورد من معلومات وفّرتها صحف ومواقع عدّة حول المادة المخزنة في العنبر رقم 12؟

لقد وجّه مندوب إسرائيل الدائم لدى الأمم المتحدة داني دانون تقريراً وضعه أمام مجلس الأمن يتضمن تهمة صريحة لإيران، مشيراً الى أنّ طهران تزوّد جناحها في لبنان «حزب الله» بالأسلحة لإرهاب اللبنانيين منذ العام الماضي. أضاف: «إنّ أغلب الفوضى والعنف والإرهاب الذي يكتنف المنطقة يأتي من مكان واحد هو طهران».

وتابع سفير إسرائيل تقريره: «إنّ كل الدول الأعضاء في مجلس الأمن تتفق على ذلك خلف الأبواب المغلقة». وقال دانون في تقريره إنّ إسرائيل تتهم إيران باستغلال مؤسّسات مدنية للقيام بأعمال عسكرية، وتمويل «حزب الله» اللبناني بالأسلحة المتطورة والفتاكة.

وقال دانون إنّ إسرائيل استطاعت عبر مخابراتها وبطريقة ذكية معرفة أنّ إيران تستغل وجود مرفأ بيروت لنقل الذخائر والأسلحة الى الحزب المذكور منذ العام الماضي. ففي عامي 2018 و2019 اكتشفت إسرائيل أنّ إيران زوّدت «حزب الله» بصواريخ ذكية وأسلحة أخرى متطوّرة، وأنّ هذه الأسلحة ومجموعة الصواريخ انتقلت الى الحزب عبر مرفأ بيروت، حتى اننا -على حد قوله- نستطيع أن نسمّي هذا المرفأ بمرفأ «حزب الله».

وزوّد دانون مجلس الأمن بخارطة تبيّـن الطرق التي يسلكها «حزب الله» ويستعملها لنقل السلاح الى مقاتليه عبر مطار دمشق ومن هناك ترسل الأسلحة الى مرفأ بيروت ومطارها عابرة الحدود السورية – اللبنانية.

وأشار الى أنّ تزويد الحزب بالسلاح مخالف تماماً للقرار 1701 الذي أنهى حرب العام 2006.

وأكد دانون على أنّ العقوبات الاميركية على إيران ساهمت الى حد كبير في دفع إيران الى تسليح «حزب الله» ليكون ذراعها في سوريا ولبنان، وأكبر دليل -على حد قوله- مشاركة الحزب في الحرب السورية لدعم نظام بشار الأسد.

إنّ القرار 1701 انتهكه «حزب الله» مراراً بحفر الخنادق التي تؤدّي في نهايتها الى ما بعد الحدود اللبنانية، وهو عمل مخالف تماماً للقرار، كما ان حشد الصواريخ الموجهة في جنوب لبنان وجنوبي نهر الليطاني مخالف هو الآخر لقرار مجلس الأمن. وتؤكد التقارير -حسب دانون- الى أنّ «حزب الله» ينقل مئات الصواريخ من سوريا الى جنوب لبنان.

وفي العام الماضي -يقول دانون- صرّح رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتانياهو ان «حزب الله» يحضّر لعملية واسعة ضد إسرائيل في الجنوب، وأنّ أسلحة إيرانية متطوّرة تنتقل إليه عبر مرفأ بيروت.

هذا ما صرّح به السفير الاسرائيلي، فهل إنفجار المرفأ كان بوسيلة إسرائيلية عن سابق تصوّر وتصميم، إذ أوردت وكالات الأنباء الاجنبية أخباراً مفادها أنّ إسرائيل استهدفت مساء الثلاثاء مستودع أسلحة لـ»حزب الله» بغية تدميره من خلال جهاز تفجيري.

إسرائيل، ومن خلال خطة ذكية، عمدت الى عدم ترك أي أثر لها في هذه العملية. ولكن المفارقة أنّ الاسرائيليين ربما كانوا يعلمون أو لايعلمون أنّ هناك أطناناً من نترات الأمونيوم مخزنة في عنبر قريب من المستودع المستهدف أصلاً.

الاسرائيليون ومن خلال استهدافهم مستودع الأسلحة أشعلوا النيران في العنبر المجاور الذي يحتوي على نترات الأمونيوم القابلة للإشتعال حسب وكالات الأنباء… فإذا ربطنا ذلك بما توفر عن علاقة «حزب الله» بنترات الأمونيوم كما ورد في هذا التقرير، يمكننا الربط بين ما قاله السفير وما توفر من معلومات.

فرغم ان التفاصيل التامة لم تتكشف بعد، إلاّ ان العديد من التساؤلات تحوم حول الكم الهائل من المادة المخزنة، ووقائع سابقة تربط امتلاك عناصر في «حزب الله» لتلك المادة، تضمنت اعتقالهم في مناطق مختلفة حول العالم.

وبحسب ما نقلت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل»، في ايار، فقد زوّد جهاز الموساد الاسرائيلي السلطات الألمانية بمعلومات تفيد باحتفاظ عناصر مرتبطين مع «حزب الله» بمئات الكيلوغرامات من نترات الأمونيوم في مخزن في جنوبي ألمانيا، ما أدى لمداهمة قوات الامن الالمانية للعناصر وضبطها.

وأعلنت ألمانيا، في نيسان، بشكل رسمي حظرها لأنشطة «حزب الله» على أراضيها.

وقال وزير الداخلية الألماني، هورست سيهوفر، آنذاك، إنّ أنشطة «حزب الله» «تخرق القانون الجنائي وتعارض المنظمة مفهوم التفاهم الدولي».

وبحسب ما نقلت صحيفة «تيليغراف»، فقد داهمت قوات الامن البريطانية أربعة مواقع مرتبطة بـ»حزب الله»، وقامت باعتقال شخص، بعد الكشف عن عناصر تابعين للحزب يقومون بتخزين أطنان من نترات الأمونيوم في مصنع سرّي للقنابل في ضواحي العاصمة لندن.

وبحسب الصحيفة، فقد قام متطرفون مرتبطون بالحزب آنذاك بتخزين ثلاثة أطنان من نترات الامونيوم بأكياس ثلج، في مؤامرة تم الكشف عنها من قبل السلطات، في خريف 2015.

وفي آب 2015، ضبطت السلطات الكويتية ثلاثة أشخاص على ارتباط بـ»حزب الله»، قاموا يتخزين 42 ألف رطل من نترات الأمونيوم، وأكثر من 300 رطل من المتفجرات، و68 قطعة سلاح، و204 قنابل يدوية، كبنية تحتية لهجوم باستخدامها.

كما ضبطت الأجهزة الامنية، في قبرص، في شهر ايار 2015، كمية تقدّر بـ420 صندوقاً من نترات الامونيوم تعود لعناصر من «حزب الله» وقامت بتفكيك البنية التحتية للهجوم المحتمل آنذاك.

وضبطت السلطات التايلندية، في كانون الثاني 2012، 290 ليتراً من نترات الأمونيوم واعتقلت أشخاص منخرطين بالأمر على ارتباط بـ»حزب الله».

وفي عملية سابقة، تعاملت السلطات التايلندية، في آذار 1994 مع هجوم فاشل على السفارة الاسرائيلية في البلاد، باستخدام شاحنة مفخخة تحمل مواداً تضمنت طناً من نترات الأمونيوم والديزل.

وأخيراً، نعود الى طرح السؤال مجدداً… ما علاقة إسرائيل بتفجير مرفأ بيروت؟