IMLebanon

“الحزب” ينصح ماكرون: فليستمع الى شعبه قبل اللبنانيين

لساعات معدودة في بيروت تنقّل فيها بين مقار رسمية ومواقع متضررة من إنفجار المرفأ، اطلق الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون رسائل سياسية في اتّجاهات عديدة تحت عنوان “الوضع كما هو عليه لا يمكن ان يستمر في ظل هذا الكمّ من الازمات. العقلية بإدارة الحكم يجب ان تتغير وان تُلاقي تطلعات الشعب وتلبّي طموحاته”.

وعلى مسمع رؤساء الاحزاب والكتل النيابية الذين جمعهم على طاولة واحدة في قصر الصنوبر، قال الرئيس ماكرون ان التغيير ضروري لإمتصاص حجم الغضب الشعبي ضد المسؤولين في السلطة.

عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب انور جمعة  استغرب عبر “المركزية” دعوة الرئيس ماكرون الى قيام نظام جديد في لبنان بغضّ النظر اذا كان طرحه جيداً ام لا”، وقال “لنجلس ولو لمرّة  بطريقة جدّية الى طاولة واحدة ونناقش كل المسائل الخلافية بصراحة. لنتحاور اكثر من مرّة من اجل الخروج بصيغة موحّدة لا الإكتفاء بعدد من الجلسات”، مؤكدا ” ان لا خلاص للبنان الا بالحوار من أجل وضع البلد على السكّة الصحيحة”.

وشدد على “ضرورة تطوير اتفاق الطائف او الاتّفاق على تطبيق ما تبقّى من بنود، لاسيما لجهة إلغاء الطائفية السياسية”.

واستغرب الكلام الكثير الذي نسمعه في الاونة الاخيرة عن ان حزب الله مسيطر على الدولة”، ولفت الى “اننا عندما قررنا تجاوز الحدود اللبنانية كان بهدف إبعاد خطر التكفيريين عن بلدنا ووقف إرسال العبوات المفخخة الى مناطقنا”، مؤكداً “ان ثلاثية الشعب والجيش والمقاومة هي من حمت وتحمي لبنان”.

كذلك، استغرب دعوات بعض اللبنانيين الرئيس الفرنسي الى إنتداب لبنان مجدداً”، وقال “يطلبون الانتداب من رئيس توجد شريحة كبيرة من الفرنسيين تعارض سياساته. لماذا لم يأتوا على ذكر المعتقل اللبناني جورج عبدالله المسجون في سجون فرنسا منذ سنوات”،

اضاف “المطلوب من الرئيس الفرنسي عندما قال انه يستمع لمطالب اللبنانيين ان يستمع هو اولاً الى مطالب شعبه”.

اما عن تكراره الدعوة الى إجراء اصلاحات في لبنان، سأل جمعة “اليست هذه الاصلاحات التي يتحّدث عنها تحت إشراف فرنسا، تحديداً في مؤتمرات باريس1، باريس2 و”سيدر”؟ اليس “أصدقاء فرنسا” هم من لم يلتزموا بهذه الاصلاحات بعدما “تبّخرت” الاموال التي كانت مرصودة لها”؟

كما اسف كيف ان القوى السياسية لبّت دعوة رئيس دولة اجنبية للإجتماع على طاولة واحدة في حين اننا عجزنا في لبنان عن الجلوس معاً. فلماذا انتظروا رئيس دولة اجنبية ليجمعهم في حين كان الاجدى بهم الجلوس الى طاولة واحدة برعاية لبنانية من اجل البحث في القضايا الخلافية”؟

واضاف “يبدو اننا اعتدنا على الوصاية الاجنبية، علماً ان الرئيس ماكرون كرر اكثر من مرّة “انا لست لبنانياً” وهناك سيادة لبنانية يجب احترامها”.

وعمّا يُحكى عن ان ماكرون دعا الى تشكيل حكومة وحدة وطنية، اعتبر جمعة “ان الحكومة الحالية تعمل لكن عليها ان تبذل مجهوداً اكبر وان تُبرز وجودها اكثر، لكنها للامانة تتعرض لكثير من المعوقات من جهات داخلية وخارجية”.

وبالعودة الى مرفأ بيروت، سأل جمعة “لماذا يوجد في المرفأ 2700 طن من نيترات الامونيوم؟ من المسؤول عن تخزينها”؟

وفي رفض غير مباشر للدعوات الى تشكيل لجنة تحقيق دولية بإنفجار المرفأ، قال جمعة “لنفترض ان جهة دولية مسؤولة عن التفجير، هل ستتمكّن اللجنة الدولية من توجيه اصابع الإتّهام اليها وادانتها”؟ مؤكداً “ان لدينا افضل المحققين في لبنان وبشهادة العالم اجمع”.

كذلك، استغرب جمعة الروايات الاوّلية التي تحدّثت عن ان انفجار المرفأ ناجم عن اشتعال مستودع للالعاب النارية او بسبب عمليات تلحيم لأحد ابواب العنبر رقم 12، ولفت الى “ان مادة نيترات الامونيوم وبحسب خبراء متخصصين تحتاج الى مفجّر صاعق كي تُحدث انفجاراً كبيراً كالذي حصل غروب الثلثاء”.

من هنا، شدد على ضرورة “انتظار نتائج التحقيق”، وقال “ننتظر اطلالة الامين العام السيد حسن نصرالله عصراً لعله يُجيب على تساؤلاتنا”.