IMLebanon

زيارة ماكرون تضامن وحض.. ولا ابعاد خارجية!

تتوقف الاوساط الدبلوماسية المحلية والخارجية بكثير من الاهتمام عند قراءة الخلفيات والمرامي السياسية والاقتصادية لزيارة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون للبنان سيما وانها في ظاهرها لم تحمل جديدا غير تقريع المسؤولين اللبنانيين حول ايصال بلدهم الى هذا الدرك الخطير الذي تدحرج اليه .

وترى الاوساط ان ماكرون في لقاءاته الرئاسية في القصر الجمهوري حض الرؤساء على القيام بالاصلاحات المطلوبة في النظام والادارة والتدرج في الحوار وصولا الى قيام حكومة وحدة وطنية لا تستثني احدا من المكونات اللبنانية وهو ما يدركه جيدا اللبنانيون كبارا وصغارا ، اضافة الى انهم يعلمون ان الاستئثار بالسلطة من قبل فريق هو ما حال دون وقف الانهيار وفاقم الازمة على كل المستويات وخصوصا السياسية والمالية ، وادى الى هذه الضائقة المعيشية التي تشد الخناق على اللبنانيين الذين باتوا في غالبيتهم يعانون الفقر والحرمان من لقمة العيش وادنى مقومات الحياة .

كذلك في اجتماعه مع الفاعليات السياسية في قصر الصنوبر لم يقل ماكرون جديدا عن سبل الخروج من الواقع المأزوم من وجوب دعم الاصلاح والحوار وعدم اضاعة الوقت بالمناكفات توصلا الى قيام حكومة وحدة تضم الجميع .

اما على المستوى الشعبي فقد حمل كلام الرئيس الفرنسي الى الحشود التي اخترق صفوفها على امتداد شارع “غورو” في الجميزة رسالة، اذ قال لهم صراحة ، ان “التغيير لا يعطى انما يؤخذ” وهو ما عليكم النضال من اجله لافتا الثوار الى ضرورة اكمال حراكهم الذي لم يفلح في تحقيق شيء.

ويقول النائب نقولا نحاس لـ ” المركزية “حول قراءته لنتائج الزيارة الفرنسية للبنان انها لم تتعد اطار الحض للمسؤولين اللبنانيين على ما يجب القيام به والمعروف جيدا من قبل اهل الداخل والخارج .علما ان ما قاله عن مشاركته اللبنانيين في عملية التغيير في شارع الجميزة عاد وتراجع عنه بقوله للمواطنين الذين طالبوه بالتغيير “ليست مسؤوليتي انما هي مسؤوليتكم انتم”،  وهذا امر بديهي وطبيعي .

وعن الابعاد الخارجية للزيارة يرى نحاس انها لم تؤشر لمثل هذه الدلالات، وان الرئيس الفرنسي كان واضحا بقوله ان مساعيه مع الدول المعنية بالوضع اللبناني لم تثمر لجهة تحييده عن الصراعات في المنطقة . علما ان عمليات الاغاثة والمساعدات العينية العربية والاوروبية

تدفقت الى لبنان من تلقاء نفسها لاعادة اعمار ما تهدم من بيروت ، وان اي عون في هذا السياق سيكون مقدرا ومشكورا .