IMLebanon

بين حصار “قيصر” وكارثة مرفأ بيروت.. اللبنانيون يختنقون

بعد الحصار البرّي الذي فرضه “قانون قيصر” الأميركي وطاول “جميع المتعاونين مع النظام السوري بمَن فيهم حزب الله”، توصّل مُعدّو القانون المستفيدون منه، عمداً أم عن غير قصد، إلى تنفيذ حصار بحري جراء الانفجار الآثم الذي وقع في مرفأ بيروت يوم 4 آب الأسود، ليلتقط الجهة الأخرى من حبل الخناق الذي لم يلتف على وَريد “حزب الله” وحده، لإقفال كل المنافذ البرية والبحرية التي من شأنها أن تعوّم قوّته “عتاداً وأموالاً”، بل ليسدّ الشريان الحيوي للاقتصاد اللبناني كونه الرافد الأساس للأسواق على اختلافها، وصِلة الوصل بين لبنان والعالم.

فالقدرة الاستيعابية لمرفأ بيروت قد تقلصت بشكل كبير بعد الانفجار، وعودته إلى ما كان عليه قبل 4 آب قد تستلزم نحو ثلاث سنوات. كما أن المسح الأوّلي للأضرار يوحي بكلفة قد تزيد عن 3 مليارات دولار…

هذا الواقع فرض تحويل بوصلة الحركة البحرية في اتجاه مرفأ طرابلس… في حين أن جهوزيّة مرفأ صيدا يحسب ما أكد وزير الوصاية ميشال نجار، تحتاج إلى أربعين مليون دولار لاستكمال العمل فيه… فيما وجّهت هيئة الطوارئ الشعبية في بلاد البترون كتاباً إلى وزير الأشغال العامة والنقل لفتت فيه الى “جهوزية مرفأ سلعاتا في البترون لاستقبال البواخر”.

في غضون ذلك، يبقى مرفأ طرابلس قادراً على توفير التغطية الكاملة لكافة الخدمات وتلبية كل احتياجات حركة الملاحة الدولية وبالتالي يستطيع القيام بالدور المطلوب منه.

لكن أوساطاً اقتصادية شددت في هذا السياق، ولتلبية الاحتياجات الملحّة للأسواق في هذه المرحلة المصيريّة للبلاد في انتظار أن يستعيد مرفأ بيروت عافيته، على ضرورة “تشكيل هيئة موقتة لإدارة مرفأ طرابلس تضمّ القطاعين العام والخاص، على أن تتألف الهيئة من القطاع العام: وزير الأشغال والمدير العام لوزارة النقل والمدير الحالي أحمد تامر، ومن القطاع الخاص: رئيس غرفة التجارة والصناعة في الشمال ورؤساء مجالس الإدارة السابقون الذين تعاقبوا على إدارة المرفأ لا سيما أن هناك شواغر كثيرة يعاني منها المرفأ…

معلومات وأرقام… والجدير ذكره بحسب الأوساط ذاتها، أن مرفأ طرابلس استقبل في فترات سابقة، بواخر كبيرة وعملاقة وهي قادرة اليوم أيضاً على الدخول مع تجهيز محطة الحاويات لاستقبال بواخر المستوعبات.

كما تم صرف نحو 300 مليون دولار على مرفأ طرابلس خلال السنوات الـ18 الفائتة ما يجعله مرفأ متكاملاً ومجهّزاً لحالات طارئة كهذه.

كذلك يستوعب سنوياً نحو مليوني طن، علماً بأن قدرته القصوى تصل إلى 5 ملايين طن، ما يعني أنه يعمل بنسبة 40 في المئة من قدرته الاستيعابية. وعدد الحاويات يتراوح سنوياً ما بين 70 و75 حاوية، في حين بأنه قادر على استيعاب 300 ألف حاوية.

كما أن مرفأ طرابلس يستقبل 100 ألف طن طحين سنوياً، فيما يستوعب مرفأ بيروت نحو 800 ألف، كذلك يستقبل كميات كبيرة من الحبوب تصل إلى 800 طن سنوياً، وهي الكمية نفسها تقريباً التي يتم استقبالها في بيروت.