IMLebanon

ماكرون في إيران… ضمانات لـ”الحزب” لتسهيل التأليف؟

لبنانيًا بامتياز، كان البرنامج السياسي للرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون منذ وقوع كارثة انفجار المرفأ في بيروت. فالرجل لم يكتف بإرسال باكورة المساعدات بل حضر إلى بيروت شخصيا، وجال في أحيائها المنكوبة واستمع إلى ناسها المتألمين، فكان أن رسم خريطة طريق من المفترض أن تطبقها القوى السياسية في مهلة تنتهي مطلع أيلول المقبل، على رأسها تحقيق المطلب الشعبي في ما يخص تأليف حكومة تكنوقراط، كما نقلت عنه وكالة عالمية مساء أمس.

وإذا كان هذا التصريح يحمل محاولة واضحة لانهاء الجدل حول الكلام المنسوب إلى الرئيس الفرنسي عن مطالبته بحكومة وحدة وطنية على الطريقة اللبنانية، فإن الأهم يكمن في أن ماكرون يتشارك اللبنانيين مخاوفهم إزاء تدخلات خارجية في مسار التشكيل. فلم يقف مكتوف الأيدي، بل نقل هذه المخاوف إلى نظيريه الايراني حسن روحاني والروسي فلاديمير بوتين.

إلا أن ماكرون الذي تلقى تطمينات روسية في هذا المجال، سيأخذ مبادرته إلى مستوى اعلى حيث أن معلومات أفادت بأنه سيزور ايران في عطلة نهاية الأسبوع ويلتقي المسؤولين الايرانيين، على أن يكون الملف اللبناني على رأس جدول المحادثات.

وفي السياق، علمت “المركزية” أن الضيف الفرنسي سيستفيد من لقاءاته مع المسؤولين في ايران، من التفويض الدولي الذي منحه إياه أعضاء المجموعة الدولية لدعم لبنان، لدفع مساعي التشكيل قدما، خصوصا أن في ضوء كارثة بحجم الانفجار الذي هز المرفأ، لا يملك أطراف الداخل ترف الغوص في حروب تناتش الحصص المعتادة.

غير أن مصادر سياسية غربية لفتت عبر “المركزية” إلى أن هذا الموقف لا يعني أن المجتمع الدولي يريد التدخل بشكل مباشر في شكل الحكومة الجديدة أو هوية رئيسها أو أعضائها، فهذا شأن سيادي لبناني بحت. ثم إن المهم بالنسبة إلى شركاء لبنان الدوليين في مكان آخر… في أن يتمكن لبنان من تأليف حكومة تحظى بدعم القوي السياسية حتى تنجح حيث فشلت سابقاتها، أي في تنفيذ الاصلاحات، وهو الامتحان الذي رسب فيه الرئيس حسان دياب المدعوم من “حزب الله”، إلى أن دقت ساعة التخلي عنه فإطاحته بنار الاحتجاجات الشعبية، وبشظايا خلافه مع رئيس مجلس النواب نبيه بري. على أي حال، فإن أنظار المراقبين تبقى شاخصة نحو حزب الله، الذي قد يعود إلى العزف على وتر حكومة سياسية برئاسة زعيم المستقبل سعد الحريري، من دون أن يلغي ذلك خشيته من المساس بسلاحه تحت ستار تأمين حياد لبنان.

لذلك ترجح المصادر أن يكون البحث جاريا عن ضمانات دولية تقدم لحزب الله قد تبادر إليها باريس، على اعتبار أنها تتمايز عن سائر أعضاء المجموعة الدولية لدعم لبنان، لجهة الاعتراف بحزب الله مكونا سياسيا لبنانيا.