IMLebanon

لا استقرار عربياً في ظل سلاح الحزب! (بقلم رولا حداد)

إلى جانب الضغوط الدولية والعربية التي تُمارس على “حزب الله”، قد تكون ثمة قنوات للمفاوضات ولو بشكل غير مباشر تجري مع إيران، ومنها ما أنتج تبادلاً لعدد من السجناء ما بين إيران من جهة وما بين الولايات المتحدة وأوروبا من جهة أخرى.

وفي موضوع “حزب الله” ثمة مقاربتان لطالما تنازعتا المجتمع العربي واللبنانيين:

ـ النظرية الأولى تكمن في دعوة الحزب إلى “العودة إلى لبنان”، بمعنى أن يوقف الحزب قتاله ومشاركته في الحروب وعمليات نشر الفوضى في سوريا والعراق واليمن والعمليات الأمنية والخلايا النائمة في عدد آخر من الدول العربية، ويعود بسلاحه ويحصر نشاطاته العسكرية والأمنية في الداخل اللبناني، وذلك كمدخل أساسي لأي تسوية معه. هذه الدعوة لطالما ترددت على بعض الألسن في لبنان وشكلت انعكاساً لرغبة عربية كبرى لوقف تدخلات الحزب الخارجية، بما يسمح بعودة الدول العربية إلى مساعدة لبنان.

ـ النظرية الثانية تتجلّى في الدعوة إلى أن يسلّم الحزب سلاحه إلى الجيش اللبناني لننتهي من الإطار العسكري والأمني للحزب كمدخل وحيد لحل كل أزمة السلاح ووقف أعمال الحزب الخارجية وقيام الدولة الفعلية في لبنان.

الإشكالية الكبرى التي تعتري النظرية الأولى أنها لا تحلّ أساسا المشكلة، لا بل تعرّض الأمور للانفجار في أي لحظة. فماذا يعني أن يعود الحزب عسكريا وأمنيا إلى الداخل اللبناني اليوم بفعل الضغوطات والعقوبات الدولية والعربية، ويبقي على سلاحه وجهازه الأمني؟ وما الذي يمنع عندها من تمدده خارجيا من جديد في أي لحظة تشعر إيران بتغيّر في موازين القوى؟ ألن يعود كل العرب إلى المعاناة من جديد؟

لذلك تبقى النظرية الثانية هي الأسلم لحل الإشكالية جذرياً. لن يرتاح العرب ما لم يرتح اللبنانيون. لن تعرف أي دولة عربية الاستقرار الكامل في ظل سياسة “تصدير الثورة” الإيرانية التي يشكل “حزب الله” عمودها الفقري. لا حلّ في المنطقة من دون إنهاء هيمنة إيران على لبنان عبر “حزب الله” الذي بات يهددنا أمينه العام بالحرب الأهلية إذا لم نرضخ لشروطه السياسية، والشروط السياسية للحزب تعني تمكينه من السيطرة بالكامل على مفاصل الدولة والمؤسسات في لبنان، وتحويل لبنان دولة رديفة لإيران تشكل نواة للتخريب في المنطقة وتصدير الميليشيات لمصلحة إيران.

نعم لا حلّ للاستقرار في المنطقة من دون معالجة معضلة “حزب الله” وسلاحه. عبثاً يحاول أحد إيجاد حلول جزئية أو مسكنات في هذه المواجهة الكبرى.

الشهيد سمير قصير كان كتب قبل استشهاده في أشهر مقالاته: “حين يزهر ربيع العرب في بيروت، فإنه يعلن أوان الورد في دمشق”. وكم تصحّ هذه المقولة اليوم لتأكيد ما سبق وكتبناه، فحين يزهر ربيع العرب في بيروت وكل لبنان فإنه يعلن أوان الورد والاستقرار في كل الدول والعواصم العربية. ومن المستحيل أن يزهر ربيع بيروت في ظل سلاح “حزب الله” والهيمنة الإيرانية على اللبنانيين…