IMLebanon

إيلي يشوعي لـ «الأنباء»: لبنان بحاجة إلى حكومة كفاءات فوق العادة

رأى الخبير المالي والاقتصادي د.إيلي يشوعي أن لبنان بلد مفلس وأرض محروقة، ولن يستطيع النهوض في ظل استمرار نهج المبايعات السياسية والزعاماتية، وبالتالي فإن شكل ومضمون وبرنامج الحكومة العتيدة سيحدد مصير لبنان في المرحلة المقبلة، وهو آخر فرصة امام اللبنانيين للخروج من النفق، والا فالبديل عن سلطة تنفيذية مستقلة سيكون تمزق لبنان ووقوعه في قبضة الأمم، وما ادراك ما يعني التدويل، في ظل انقسام العالم بين معسكرين شرقي وغربي.

ولفت يشوعي في حديث لـ«الأنباء» الى ان لبنان بحاجة الى حكومة من وزراء اصحاب اختصاص وتجربة ورؤية ثاقبة وكفاءة فوق العادة، والاهم ان يكونوا اسياد قراراتهم، يملون ولا يملى عليهم، وما دونها حكومة انقاذية لا اصلاحات بنيوية ولا مساعدات من صندوق النقد الدولي، ولا اهتمام عربيا وغربيا بهذا البلد المنكوب، ما يعني من وجهة نظر يشوعي ان العودة الى لعبة المحاصصات مكشوفة كانت ام مقنعة على غرار حكومة الرئيس حسان دياب، هو اطلاق رصاصة الرحمة على الدولة اللبنانية.

وأردف، امام الحكومة العتيدة ثلاثة استحقاقات كبيرة وهي: استعادة لبنان لمصداقيته المالية من خلال دفع السندات المستحقة عليه، اعادة ترميم علاقات لبنان مع العالم عموما ومع دول مجلس التعاون الخليجي خصوصا، تطبيق اللا مركزية الادارية.

لكن ما نراه بعين من الحزن والاسى هو تسابق بعض القوى السياسية لحجز مقاعدها في السلطة التنفيذية، وفقا لمنطق اسود ممقوت وكريه، مزق لبنان وأفقر شعبه وحوله الى مزرعة، الا وهو منطق المحاصصة وتقاسم السلطة.

وردا على سؤال، اكد يشوعي ان لبنان فقد حصانته واصبح بيتا مشرعا لا ابواب فيه ولا نوافذ، فمن التدهور الدراماتيكي للوضع الاقتصادي، الى جمود القطاع المصرفي والصناعي والتجاري، وتوقف حركتي الصادرات والواردات، والحركة السياحية، فإن لبنان في مهب الريح وبحاجة ماسة الى حكومة انقاذية متخصصة بترميم الدولة، حكومة تمسك الامور بقبضة حديدية وتعيد وضع قطار الدولة على سكته الصحيحة، اضافة الى حاجة لبنان لأياد خارجية تضمن ابعاده عن التجاذبات الدولية والاقليمية بما يمكن الحكومة المستقلة من تطبيق برنامجها الانقاذي.

وختم يشوعي، مشيرا الى ان غالبية القوى السياسية غير معنية بأوجاع الناس، وذلك مرده الى عدم شعورها بالذنب الذي ارتكبته بحق لبنان واللبنانيين، فامتلاء جيوبهم بأموال الشعب والخزينة، اضافة الى انشغالهم بالاجندات الخارجية على حساب مصالح لبنان افقدهم الحس الانساني ودواعي تعاطفهم مع الفقراء والمعوزين، علما ان الثورة حاولت قدر المستطاع رسم خطوط حمر، ووضع حد لعملية تفريغ لبنان من مقوماته، لا سيما على المستويين النقدي والاقتصادي، الا انها لم تفلح حتى الساعة بالوصول الى اهدافها، معتبرا ان مشكلة المشاكل في لبنان تكمن بالـ «انا» فالكل يريد، وبأي ثمن، تحصين موقعه في السلطة التنفيذية، وضمان استمراريته نيابيا وزعاماتيا ووراثيا، وذلك على حساب مستقبل لبنان واللبنانيين، وتحت عناوين شعبوية استقطابية امقتها «يا غيرة الدين والحرص على الطائفة والمنطقة».