IMLebanon

اكتفينا من مشاهد الانفجار! (بقلم ميليسا ج. افرام)

أكثر من 20 يوماً مرّت على وقوع كارثة انفجار مرفأ بيروت، والتي أوقعت ضحايا بالمئات وجرحى بالآلاف وعدداً من المفقودين وتدميراً لعاصمتنا.

يلملم أهالي الاشرفية والجوار ما خلفه الانفجار من دمار في بيوتهم وأرزاقهم بمساندة من المجتمعين العربي والدولي والجمعيات اللبنانية، بظل غياب الدولة اللبنانية.

“الحجر بيتعوض بس الانسان ما بيتعوض” هكذا يواسي الاهالي أنفسهم خلال إزالة حطام جنى عمرهم، أما من خسر أحد أقربائه، فلا شيء يعوض له خسارته.

لبنان لبس الأسود، والأيام غير كفيلة لمحو هول هذه الكارثة على اللبنانيين، فبتنا كالجثث المتحركة، بل الشبه المتحركة اثر الحد من تحركنا باعلان الاقفال العام.

لقد منعتنا كورونا من احتضان بعضنا الآخر ومواساة أنفسنا، ولا أغاني بيروت ستعزينا ولا كلمات الصمود ستقوينا بعد هذه الكارثة.

أسطول من الأطباء النفسيين غير كاف لاخراجنا من الصدمة التي نحن فيها، كم من الأيام والأشهر نحتاج لتخطي ما فعلوه ببيروت وبأهلها؟

بحسب الخبراء النفسيين، مشاهد الركام والدمار كفيلة بتذكيرنا باللحظات المرعبة التي عشناها في 4 آب، لذا يجب إزالة الركام والبدء بالاعمار في أسرع وقت ليعود اللبنانيون إلى حالهم النفسية شبه الطبيعية، لكن مؤسسات الدولة مجتمعة مصرة على تذكيرنا يوميا بمأساتنا من خلال تقاعسها عن المباشرة بالاعمار.

نحن هنا، صامدون رغم كل شيء، ننتظر حقيقة ما نتج من إهمال السياسيين وفسادهم.

أن ننسى لن ننسى ما فعلوه بنا، نعم لقد خدرنا جراء الصدمات والازمات المتتالية ولكننا لن ننسى. دعونا نداوي جروحنا لننهض من جديد، وكفاكم تذكيرنا يوميا من خلال الشاشات المتلفزة بخسائرنا، نحن نعرف حجم الخسارة الانسانية والمادية، نحن نعرف ما علينا فعله، لكن دعونا نخرج من أزمتنا لنقف من جديد ونثأر لكل ضحايانا.

نظفوا شاشات التلفزة من مشاهد الدمار وتكرار صور الانفجار وأعيدوا لنا صور الحياة. بيروت ستنهض من ركامها وأبطالها ملائكة في سماء لبنان.

إرحموا قلوبنا وقلوب أهالي الضحايا وتوقفوا عن تذكيرهم بوجعهم بصورة متكررة وطوال نهاراتنا وأيامنا. هم لم ينسوا ونحن لن ننسى.