IMLebanon

“الحزب” امام الحائط المسدود.. هل يلتقط مبادرة ماكرون ام ينتحر؟

يقترب حزب الله تدريجياً من خط النهاية. قد يكون الرهان على سقوطه بالكامل غير واقعي ما دامت ارتباطاته اقليمية واهدافه ومصالحه غير محصورة بلبنان واستمرار وجوده على الخريطة الدولية. غير ان مجمل المعطيات القائمة على الساحتين الداخلية والدولية تؤشران الى هذا الاتجاه.

مذ تسلم الحزب مقاليد السلطة بالكامل وأمسك بالمؤسسات الدستورية الثلاث، توالت الاخفاقات وكرت سبحة الانهيارات وصولا الى انفجار المرفأ وما خلفه من تداعيات على المستويات كافة وقد اصاب الحزب في مقتل، بعيدا من سياسة المكابرة والفوقية التي يعممها. وجاء حكم المحكمة الدولية الذي يدين احد عناصره معطوفا على ما نشرته صحيفة واشنطن بوست عن الوحدة 121 التابعة للحزب وما تضمنته وثائق ويكيليكس لتزيد الطين بلّة، والبلّات ستكون غزيرة في المدى المنظور، كما تقول اوساط سياسية معارضة لـ”المركزية” موضحة ان الحزب بلغ الحائط المسدود وهو اليوم امام الفرصة الاخيرة لانقاذ نفسه والانخراط في الحياة السياسية اللبنانية كأي مكون سياسي آخر، ليحفظ رأسه . وتضيف: قد يكون من الحكمة ان يُسلِم الحزب بالخسارة والاخفاق في ادارة شؤون البلاد قبل ان ينهار الهيكل على رأسه قبل اي طرف آخر في لبنان، وهو يدرك هذا الواقع على الارجح ويسعى، خلافا لكل ما يُروَج، الى تشكيل حكومة على غرار حكومة دياب بفارق بسيط هو عدم اظهار اي ولاء لاطراف السلطة، ليؤمن بذلك رضى المجتمع الدولي عليه ويعبد طريق المساعدات الخارجية التي باتت ثقب النور الوحيد في جدار الازمة القاتلة. غير ان العقدة تكمن في بلوغ حكومة من هذا النوع توفق بين مطالب الدول وبين عدم تقديم تنازلات من جهته وجهة العهد من خلال حكومة لا تأثير لهما عليها في الوقت نفسه، وهنا العقدة الكأداء. ذلك ان ثمة اثمانا يفترض ان يدفعها في مقابل تركيبة مماثلة، اذ ان المجتمع الدولي الذي كلف فرنسا المهمة الحكومية اللبنانية ليس في وارد القبول بحكومة على غرار ” مواجهة التحديات” واي تفكير في هذا الاتجاه يعتبر قمة “السذاجة”، كما ان خشبة الخلاص التي كان يمكن ان يشكلها الرئيس سعد الحريري سُحبت من تحت رجلي الحزب ببيان اعلان عدم ترشحه لرئاسة الحكومة، راميا كرة النار في ملعب المنظومة الحاكمة، ورافضا حتى تسمية اي شخصية للمنصب قد يحّملونه اذا ما اخفقت في مهمة الانقاذ المسؤولية، وتاليا الوقوع في فخ ادرك على الارجح موقعه قبل ان يقع فيه.

وفي مقابل الملف الحكومي، فإن الاخطار المقبلة على الحزب كثيرة بدءا من ترسيم الحدود بما تعني اذا ما دخلت حيز التنفيذ كونه سيدفع الثمن الاغلى بنتيجتها الى حبل العقوبات الاميركية الذي يزيد اشتدادا مع التلويح بانتقاله الى حلفاء الحزب السياسيين، والانتخابات النيابية المبكرة وهي كأس يتجنب تجرعه نسبة لتداعياته البالغة الخطورة على واقعه واستمرار تحكمه بقبضة السلطة. من هنا، تعرب الاوساط عن اعتقادها ان وضع الحزب المأزوم على المستويات كافة ومحاصرته من مختلف الجوانب يؤكد اقترابه من خط النهاية ويضعه امام واحد من خيارين، إما التقاط مبادرة الرئيس ايمانويل ماكرون  لتأمين متنفس موقت له حتى الانتخابات الاميركية على الاقل ويرضى بالمكتوب دوليا للانقاذ، فيعيد بعد ذلك ترتيب اوضاعه بحسب المستجد او يستمر بالدوران في الحلقة المفرغة ونتائجها المعروفة سلفا نهايتها، فيهدّ الهيكل على من فيه، وآنذاك تبدأ مسيرة اعادة بناء لبنان الجديد .